أثارت فرقة موسيقية إسرائيلية جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافية والفنية بمصر، بعد إعلانها تنظيم حفلات في نوفمبر 2025 احتفاءً بمرور 50 عامًا على وفاة أم كلثوم.
ومن المقرر أن تُقدّم الحفل المغنية الإسرائيلية فيوليت سلامة، برفقة 30 موسيقيًّا، حيث سيؤدون باقة من أشهر أغاني “كوكب الشرق”، التي تُعدّ رمزًا ثقافيًّا لا يُضاهى في العالم العربي، وتجسّد هوية وطنية وتراثًا يمتد من مصر إلى أرجاء المشرق العربي.
لكن هذا الإعلان لم يُقابل بالترحيب في مصر، بل أثار موجة من الغضب، خصوصًا في الأوساط الفنية والثقافية، حيث اعتبره كثيرون محاولةً جديدةً من إسرائيل للاستيلاء على الإرث الثقافي العربي، ووصفه نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي بـ”الاستعمار الثقافي”.
وتساءل نشطاء كيف يمكن لبلد مثل إسرائيل أن تدعي أنها تحب أغاني مطربة كرست حنجرتها لمحاربة إسرائيل.
و ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية ان الدكتور محفوظ العدل، رئيس اتحاد المؤلفين والملحنين والناشرين المصريين، قال في تصريحات تلفزيونية: “سرقة التراث الثقافي ممارسة متكررة من جانب إسرائيل”، مُشيراً إلى أن أفلام شركته “العدل” تتعرض بدورها للسرقة دون وجه حق.
وأكد العدل أن تنظيم مثل هذه الحفلات دون موافقة ورثة أم كلثوم أو الجهات الثقافية المصرية يُشكّل “انتهاكًا صارخًا للملكية الثقافية”، مشددًا على أن التراث الفني لأم كلثوم ليس ملكًا عامًّا يمكن لأي طرف استغلاله دون إذن.
وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن هذا الجدل يبقى رمزًا على تعقيدات العلاقة بين السياسة والثقافة، فبينما تسعى إسرائيل إلى تقديم نفسها كجزء من المشهد الثقافي الإقليمي، تتمسك مصر والعالم العربي بحِصرية التراث الفني لأم كلثوم كأيقونة وطنية لا تُقدّر بثمن، ولا يجوز تجاوزها أو تجاوز ورثتها في أي تفاعل مع إرثها.
وأكدت جيهان الدسوقي، حفيدة شقيقة أم كلثوم، أن أم كلثوم تعد الهرم الرابع لمصر وتوفت منذ سنوات وحتى الآن يتم اقتباس أغانيها، موضحة أنها ترفض حفلات إسرائيلية لأغاني الفنانة.
