السبت. نوفمبر 23rd, 2024

كشف تقرير جديد للأمم المتحدة أنه على الرغم من الانخفاض القليل الذي حدث في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون نتيجة الإغلاقات المرتبطة بجائحة كوفيد-19، فإن العالم يتجه نحو ارتفاع درجات الحرارة بما يزيد عن 3 درجات مئوية هذا القرن، مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، بما يتجاوز أهداف اتفاق باريس للمناخ.

جاء ذلك في تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2020 الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

وأشار التقرير إلى الأمل في التعافي الأخضر من الجائحة والالتزامات المتزايدة للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية، مؤكدا أن العمل المناخي السريع والقوي يمكنه أن يغير مسار الارتفاع في درجة الحرارة.
وسلط تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة الضوء على الحاجة إلى استثمارات عاجلة في مجال العمل المناخي كجزء من خطط التعافي من تداعيات فيروس كورونا، بهدف تقريب العالم من تحقيق هدف اتـفاق باريس المتمثل في كبح ارتفاع درجة الحرارة إلى كيلا يتعدى درجتين مئويتين.

وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن التعافي الأخضر الحقيقي من الجائحة يمكن أن يوقف قدرا كبيرا من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ويبطئ تغير المناخ.

وحثت المسؤولة الأممية الحكومات على دعم التعافي الأخضر في المرحلة التالية من التدخلات المالية اللازمة لمعالجة تداعيات جائحة كورونا ورفع طموحاتها المناخية بشكل كبير في عام 2021.

وفقا للتقرير، يمكن للتعافي الأخضر أن يخفض الانبعاثات المتوقعة في عام 2020 بنسبة تصل إلى 25 في المائة، ويعزز من فرصة الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة عند مستوى أقل من درجتين مئويتين، بنسبة تصل إلى 66 في المائة.

وشدد التقرير على ضرورة إعطاء الأولوية لتدابير مثل دعم التكنولوجيا والبنية التحتية عديمة الانبعاثات، والحد من دعم الوقود الأحفوري، ووقف إنشاء المحطات التي تعمل بالفحم الحجري، وتعزيز الحلول القائمة على الطبيعة – بما في ذلك إصلاح المناظر الطبيعية وإعادة التشجير على نطاق واسع.

ووجد التقرير أيضا أن تزايد عدد البلدان التي أعلنت التزامها بتحقيق أهداف صفر انبعاثات بحلول منتصف القرن يعد “تطورا مهما ومشجعا”.

حتى الآن، اعتمدت حوالي 126 دولة مسؤولة عن 51 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، أو أعلنت أو تخطط لإعلان تعهدها بالوصول إلى صفر انبعاثات.

في كل عام، يبحث تقرير فجوة الانبعاثات في إمكانات قطاعات معينة. ويركز هذا العام على سلوك المستهلك، إلى جانب قطاعي النقل البحري والطيران.

ووجد التقرير أن التحسينات التي طرأت على تكنولوجيا عمليات النقل البحري والطيران يمكن أن تحسن كفاءة الوقود. ولكن مع زيادة الطلب، يحتاج هذان القطاعان أيضا إلى تحول سريع بعيدا عن الوقود الأحفوري لتحقيق تخفيضات مطلقة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وأكد التقرير أيضا أن الانبعاثات الناتجة من أكثر البلدان ثراء في العالم، والتي تمثل نسبة 1 في المائة، تشكل أكثر من ضعف الانبعاثات التي تنتجها 50 في المائة من الدول الأكثر فقرا. وستحتاج هذه الدول الغنية إلى تقليل انبعاثاتها الجماعية من الكربون بمقدار 30 مرة، للبقاء متماشية مع أهـداف اتفاق باريس.

وفي الوقت نفسه، فإن التغييرات في السلوك الاستهلاكي للقطاع الخاص والأفراد، يمكن أن تساعد في تعزيز العمل المناخي، من خلال وسائل مختلفة مثل استبدال الرحلات الجوية المحلية القصيرة بالسفر بالسكك الحديد؛ تشجيع ركوب الدراجات ومشاركة السيارات؛ زيادة كفاءة المساكن في استخدام الطاقة، وتقليل هدر الطعام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *