الجمعة. أبريل 26th, 2024

التقبل هو قبول الأخر رغم اختلافه، قبوله بأخطائه وعيوبه، لأنك ترى أن فيه صفات جيدة تجعلك تتغاضى عن عيوبه، والتقبل لابد أن يتبعه التغافل، والتغافل فن لا يتقنه إلا الأذكياء فمن النضج الفكري والذكاء الاجتماعي أن نتغاضى عن صغائر الأمور وتوافهها، ولا ندقق في التفاصيل، فالمتغافل لديه رؤية، وهي أن نظرة الأشخاص للأشياء قد تختلف من شخص لآخر، وذلك لعمق الفكر والثقافة، والبيئة تلعب دورًا في ذلك، وهذه الرؤية إن طبقها الشخص في علاقاته الاجتماعية وعلاقاته مع زملائه في العمل، سيصل إلى نفسية متصالحة مع الآخرين، واستقرار نفسي ومزاجي لا ينتهي، ويجب أن يُدَرَس التغافل كمهارة حياتية، وَتُعَلِمَه المدارس ضمن مناهج التعليم، فله تأثير كبير على الفرد والأسرة والمجتمع، والتغافل هو القدرة على تجاهل الأمور عن قصد، وهي مهارة لا يتقنها إلا بعض الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء الاجتماعي، وهو فن من فنون الحياة الاجتماعية ومهارة من مهارات الذكاء الاجتماعي، التظاهر بعدم الانتباه لزلات وهفوات الآخرين والعفو عن أخطائهم دون إشعارهم بارتكابها، وللوصول للتقبل يجب أن تتقن التغافل عن الخطأ، كي تقدر على أن تتعايش معه، لأن التدقيق وعدم الترفع عن صغائر الأمور قد يتسبب في مشاكل لا حصر لها، ويستهلك طاقتك في مناقشات لا قيمة لها، وحتمًا ستعكر صفو العلاقات بين الأفراد سواء أقارب أو أصدقاء أو زملاء في العمل، فهناك أشياء لا تستحق التحدث فيها، ولو تغافلت عنها لمرت الأمور بسلام، ولا شك أن المدقق والمتتبع السقطات شخص محدود التفكير، فعلى الفرد أن يلتمس مواطن الجمال في الآخر، وعليه إظهار الغفلة عن العيب أو النقص مع علمه به واطلاعه عليه، تفضلًا على المتغافل عنه، وترفعًا عن الحديث عن صغائر الأمور.
قال جبران خليل جبران:
إذا تعلمت التجاهل فقد اجتزت نصف مشاكل الحياة

نجلاء محجوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *