الأربعاء. أبريل 24th, 2024

قال الأمين العام، أنطونيو وتيريش إن النساء، وعلى الرغم من مشاركتهن في بناء السلام والدفاع عن حقوق الإنسان وصناعة القرار والتوسط والتفاوض مع الجماعات المسلحة وتنفيذ اتفاقيات السلام والدفع باتجاه التحولات السياسية، إلا أنهن، وفي كثير من الأحيان، يبقين على هامش عمليات السلام الرسمية، وهن مستبعدات إلى حد كبير من غرف اتخاذ القرارات.
 

وأكد الأمين العام أن الأمم المتحدة ستضاعف جهود صنع السلام الشاملة، وستضع مشاركة المرأة وحقوقها في صميم كل ما نقوم به – في كل مكان نقوم به. فأفضل طريقة لبناء السلام هي من خلال الشمولية.

وبجانب الأمين العام، استمع مجلس الأمن إلى إحاطات من سيما بحوث، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبينيتا ديوب، المبعوثة الخاصة للاتحاد الأفريقي المكلفة بضمان إسماع صوت المرأة في عمليات بناء السلام وحل النزاعات، سيليا أومينزا، وهي ناشطة بيئية من الشعوب الأصلية.

وقال الأمين العام إن قيادة المرأة تمثل حاليا قضية، ولكنها يجب أن تكون عرفا سائدا في المستقبل، إذ “لم يعد بإمكاننا استبعاد نصف البشرية من السلم والأمن الدوليين”.
وأشار إلى أن اختلال توازن السلطة بين الرجال والنساء لا يزال هو الأكثر عنادا واستمرارا من بين جميع أشكال عدم المساواة.

ويتجلى هذا الاختلال، وفقا للأمين العام، في نواح كثيرة، في ظل ارتفاع معدلات العنف وكراهية النساء التي تواجهها النساء والفتيات في كل مجتمع، “في ظل التمثيل الناقص للغاية للمرأة في مواقع صنع القرار. وبالتأكيد في التحديات التي لا تعد ولا تحصى التي تواجهها المرأة في حالات الصراع

في اليمن على سبيل المثال، قال الأمين العام إنه على الرغم من الجهود الشجاعة التي أظهرتها المرأة اليمينة، إلا أنها لا تزال مستبعدة من العملية السياسية الشاملة من قبل الأطراف المتحاربة، “وفشلت الحكومة الأخيرة في ضم وزيرة واحدة، وهو أمر لم يسبق له مثيل منذ 20 عاما”.

وفي أفغانستان، تشهد الفتيات والنساء انتكاسة في الحقوق التي حصلن عليها في العقود الأخيرة – بما في ذلك حقهن في الحصول على مقعد في الفصل الدراسي.

وشدد الأمين العام على ضرورة أن نتصدى للعقبات التي تواجه كل امرأة وفتاة، مشيرا إلى أن هذا الالتزام يقع في صميم تقرير خطتنا المشتركة، بالإضافة إلى دعوته للعمل بشأن حقوق الإنسان، مشددا على ضرورة تسريع مشاركة المرأة الكاملة والمتساوية في كل جانب من جوانب الحياة.

في العام الماضي، بلغت نسبة تمثيل النساء 23 في المائة فقط من عدد المندوبين في عمليات السلام التي تقودها الأمم المتحدة أو تشارك في قيادتها. 

كما رأينا في ليبيا وسوريا، على سبيل المثال، يمكن أن تكون التدابير التي تتضمن أهدافا جريئة ومبادئ وحوافز شاملة وسيلة قوية لزيادة مشاركة المرأة في عمليات الوساطة والسلام، على حد تعبير الأمين العام.

وقال السيد جوتيريش إن زيادة تمثيل المرأة وقيادتها، عبر كل جانب من جوانب أنشطة السلام الأممية، تمثل أمرا بالغ الأهمية لتحسين تنفيذ ولايتنا وتمثيل المجتمعات التي نخدمها بشكل أفضل.

وفي سبيل زيادة تمثيل المرأة، طلب الأمين العام من مجلس الأمن تقديم الدعم عبر ثلاث طرق هي:

أولا، دعم تقوية وتعميق شراكات الأمم المتحدة مع القيادات النسائية المحلية وشبكاتهن بما يتماشى مع دعوتي للعمل من أجل مشاركة النساء في بناء السلام والأمن.

ثانيا، المساعدة في حماية المدافعات عن حقوق الإنسان والناشطات.

وثالثا، العمل من أجل تعزيز مشاركة المرأة الكاملة والمتساوية والهادفة في محادثات السلام وبناء السلام والأنظمة السياسية مع انتقال البلدان إلى السلام.

وأضاف الأمين العام قائلا:

نحن بحاجة إلى تحقيق تكافؤ كامل بين الجنسين – بما في ذلك من خلال إنشاء حصص طموحة – عبر الانتخابات، وإصلاح قطاع الأمن، ونزع السلاح، والتسريح، وأنظمة العدالة.

من جانبها، قدمت الدكتورة سيما بحوث، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تقرير الأمين العام حول المرأة والسلام والأمن، قائلة إن اعتماد القرار الأصلي كان بمثابة “بصيص نور”. ورغم عدم كفايته إلا أنه يجب استخدامه في الكفاح من أجل تحقيق مساواة للنساء.

وفي إشارة إلى أن الإنفاق العسكري الضخم ظل يمثل “تناقضا صارخا” مع الاستثمارات المحدودة في مجالات أخرى، دعت إلى الحد من الإنفاق العسكري، معربة عن أملها في أن يتشارك معها أعضاء المجلس “إحساسها بالإلحاح” بشأن هذه القضية، التي تؤثر على الأولويات الأخرى، بما في ذلك حقوق المرأة.

وأشارت إلى أن زيادة المشاركة، جنبا إلى جنب مع كبح بيع الأسلحة في أماكن تشهد أوضاع ما بعد الصراع، تقلل بشكل كبير من خطر حدوث انتكاسة.

وذكّرت السفراء بأنه في حين أن “الأمم المتساوية هي أمم أكثر سلما”، فإن المساواة تتطلب مستويات أعلى من الدعم للرعاية الصحية والخدمات ذات الصلة.

وعلاوة على ذلك، أعربت الدكتورة بحوث عن أسفها لأن المنظمات النسائية تعاني من ضعف التمويل، مشيرة إلى أنه بدون الموارد المالية اللازمة، لا يمكنها القيام بعملها بشكل فعال.

بالانتقال إلى أفغانستان، سلطت الضوء على النساء اللواتي يتعاونّ مع الأمم المتحدة واللواتي تتعرض حياتهن للخطر الآن، داعية إلى فتح الأبواب على مصراعيها أمام طالبات اللجوء

ويستضيف مقر الأمم المتحدة في نيويورك معرضا متنقلا بعنوان “بأيديهن: النساء يمسكن بزمام السلام”. وبالإضافة إلى مقر الأمم المتحدة، تم عرض المعرض المتنقل في معرض فوتوفيل الشهير في نيويورك، وسيبدأ جولة في أفريقيا.

ويسلط المعرض الضوء على مساهمة الناشطات في بناء السلام العالمي من خلال صور التقطت بواسطة مصورات نساء.

ويسلط الضوء أيضا على قصص 14 امرأة من ثلاث قارات لعبن دور الوساطة مع الجماعات المسلحة، وشاركن في محادثات السلام، واقترحن الحلول السياسية ودافعن عن الحقوق والسلام ومشاركة المرأة.

هؤلاء النساء يمثلن اليمن، لبنان، السودان، جنوب السودان، مالي، جمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكولومبيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *