الأحد. سبتمبر 8th, 2024

تضافرت جهود منظمات دولية لتكوين فريق خبراء رفيع المستوى جديد معني بنهج الصحة الواحدة بهدف فهم كيفية ظهور وانتشار الأمراض التي من شأنها أن تتسبب في تفشي جائحات فهمًا أفضل.

وسيتولى فريق الخبراء إسداء المشورة لأربع منظمات دولية – وهي منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة – بشأن وضع خطة عمل عالمية طويلة الأجل لتفادي تفشي أمراض، من قبيل أنفلونزا الطيور الشديدة الإمراض ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وفيروسي إيبولا وزيكا، وربما جائحة كوفيد-19. والجدير بالذكر أن ثلاثة أرباع جميع الأمراض المعدية المستجدة هي حيوانية المنشأ.

وسيعمل هذا الفريق ضمن إطار نهج الصحة الواحدة الذي يقر بالصلات القائمة بين صحة البشر والحيوان وسلامة البيئة، ويسلّط إنشاؤه الضوء على الحاجة إلى أخصائيين في قطاعات متعددة لمجابهة أي مخاطر تهدّد الصحة والحيلولة دون حدوث اختلالات تطال النظم الغذائية والزراعية.

وستنطوي الخطوات الأولى الرئيسية على إجراء تحليلات منهجية للمعارف العلمية المتعلقة بالعوامل التي تسفر عن انتقال أحد الأمراض من الحيوان إلى البشر والعكس بالعكس؛ ووضع أطر لتقييم المخاطر ومراقبتها؛ وتحديد الفجوات التي تشوب القدرات، إضافة إلى الاتفاق على الممارسات الجيدة للحيلولة دون تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ والتأهب لها.

وسيعكف فريق الخبراء على دراسة ما للنشاط البشري من آثار على البيئة وموائل الحياة البرية. وستشمل المجالات الحرجة إنتاج الأغذية وتوزيعها؛ والتوسع الحضري وتطوير البنية التحتية؛ والأسفار والتجارة الدولية؛ والأنشطة التي تؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ؛ وتلك التي تضغط بشكل متزايد على قاعدة الموارد الطبيعية – وهي كلّها عوامل من شأنها أن تتسبب في ظهور أمراض حيوانية المنشأ.

وسيتولى فريق الخبراء إرشاد عملية إعداد جدول أعمال بحثي جديد دينامي، وصياغة توصيات قوامها الأدلة لاتخاذ إجراءات على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية والمحلية.

وأعرب الدكتور Tedros Adhanom Ghebreyesus، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، قائلًا “إن صحة البشر، كما جهودنا لحمايتها وتعزيزها، لا تأتي من فراغ. فالصلات الوثيقة القائمة بين صحة البشر والحيوان وسلامة البيئة تقتضي مستوى وثيقًا من التعاون والاتصال والتنسيق بين القطاعات المعنية. وفريق الخبراء الرفيع المستوى بمثابة مبادرة تمسّ الحاجة إليها لنقل نهج الصحة الواحدة من مفهوم إلى سياسات ملموسة تحمي صحة سكان العالم”.

بينما صرّح الدكتور شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في الاجتماع الأول أمام فريق الخبراء، قائلًا “سيساهم هذا الفريق في النهوض بجدول أعمال الصحة الواحدة، عن طريق المساعدة على فهم الأسباب الجذرية لظهور الأمراض وانتشارها فهمًا أفضل، وإرشاد صانعي القرار لاتقاء شرّ المخاطر التي تهدد الصحة العامة على المدى الطويل. وإني أشجعه على أن يكون مثالًا بارزًا يحتذى به في مجالات تجاوز التقوقع والتفكير القائم على النظم والحوار المفتوح. ولم يسبق وأن كان مستوى التوقعات بالنسبة إلى العمل الجماعي والحاجة إلى التعاون الفعال عاليًا إلى هذا الحد”.

في حين أوضحت الدكتورة Monique Éloit، المديرة العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، قائلة “إن جائحة كوفيد-19 تذكرنا بما لا يترك مجالًا للشك بأن التعاون في ما بين القطاعات يكتسي أهمية بالغة بالنسبة إلى الصحة العالمية. وسيسهم فريق الخبراء الرفيع المستوى المعني بالصحة الواحدة المنشأ حديثًا في الجمع بين الخبرات العلمية المتنوعة. وسيتسنى لنا، بفضل العمل يدًا بيد، التأهب على نحو أفضل للمخاطر التي تهدد الصحة العالمية والعمل لمكافحة المخاطر الحيوانية المصدر. وإن منظمتنا فخورة بتقديم خبرة رفيعة المستوى، جنبًا إلى جنب مع شركائنا، لوضع استراتيجيات وبرامج خاصة بالصحة الواحدة قائمة على أسس علمية.

كما أشارت السيدة Inger Andersen، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، قائلة “لوضع حد للأزمة الثلاثية التي تعصف بكوكبنا والمتمثلة في تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث والتي تهدد سلامتنا ورخاءنا، يجدر بنا أن ندرك أن صحة البشر والحيوان وسلامة الكوكب مسائل مرتبطة في ما بينها ارتباطًا لا تنفصم عراه. ويجب علينا بذل المزيد من أجل النهوض بالإجراءات التحولية التي تستهدف الأسباب الجذرية الكامنة وراء تدمير الطبيعة. ويعتبر إنشاء فريق الخبراء الرفيع المستوى المعني بالصحة الواحدة خطوة مهمة على درب الإقرار بالمسائل المعقدة والمتعددة التخصصات التي يطرحها التفاعل بين صحة البشر والحيوان وسلامة البيئة.”

وأعربت فرنسا وألمانيا أيضًا عن تأييدهما لإنشاء فريق الخبراء الرفيع المستوى المعني بالصحة الواحدة:

فقد علّق السيد Jean-Yves Le Drian، وزير شؤون أوروبا والشؤون الخارجية لفرنسا، قائلًا “يميط تفشي جائحة كوفيد-19، التي يشتبه بشدة في أنها حيوانية المنشأ، اللثام عن مدى الترابط الوثيق القائم بين صحة البشر والحيوان وسلامة البيئة. وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على مدى أهمية نهج الصحة الواحدة. وفي هذا السياق، بادرت فرنسا، جنبًا إلى جنب مع ألمانيا، إلى اقتراح إنشاء هذا الفريق خلال اجتماع التحالف من أجل تعددية الأطراف الذي نظم بمناسبة منتدى باريس للسلام في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.”

وأوضح السيد Heiko Maas، وزير خارجية ألمانيا، قائلًا “لقد ذكرتنا جائحة كوفيد-19 بمرارة بأن صحة البشر والحيوان وسلامة البيئة في مختلف أرجاء العالم مرتبطة في ما بينها على نحو وثيق: فما من أحد بأمان إلى أن يصبح الجميع بأمان. وهذا ما يجب ألاّ يغيب عن بالنا للحليولة دون ظهور جائحات في المستقبل. ومن هذا المنطلق، يشكّل إنشاء فريق الخبراء الرفيع المستوى المعني بالصحة الواحدة خطوة هامة في الاتجاه الصحيح. وستواظب ألمانيا وفرنسا على تزويد فريق الخبراء بما يلزم من دعم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *