الثلاثاء. مايو 7th, 2024

يعد تحقيق نزع السلاح النووي العالمي أحد أقدم أهداف الأمم المتحدة. كان موضوع القرار الأول للجمعية العامة في عام 1946، والذي أنشأ لجنة الطاقة الذرية (التي تم حلها في عام 1952)، مع تفويضها بتقديم مقترحات محددة للسيطرة على الطاقة النووية والقضاء على الأسلحة الذرية وجميع الأسلحة الرئيسية الأخرى القابلة للتكيف إلى الدمار الشامل. وكانت الأمم المتحدة في طليعة العديد من الجهود الدبلوماسية الرئيسية لتعزيز نزع السلاح النووي منذ ذلك الحين. وفي عام 1959، أقرت الجمعية العامة هدف نزع السلاح العام الكامل. وفي عام 1978، أقرت الدورة الاستثنائية الأولى للجمعية العامة المكرسة لنزع السلاح كذلك بأن نزع السلاح النووي ينبغي أن يكون الهدف ذي الأولوية في مجال نزع السلاح. وقد عمل كل أمين عام للأمم المتحدة بنشاط على تعزيز هذا الهدف.

ومع ذلك، لم يزل يوجد 13,400 ألف سلاح نووي في العالم. والبلدان التي تمتلك تلك الأسلحة لديها خطط ممولة جيدا لتحديث ترساناتها النووية. ولم يزل أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في بلدان ل تمتلك أسلحة نووية أو هي دولا أعضاء في تحالفات نووية. واعتبارا من 2017 — وبالرغم من وقوع خفض كبير في الأسلحة النووية التي نُشرت في ذورة الحرب الباردة — فإنه لم يُدمر فعليا حتى رأس نووي واحد وفقا لاتفاقية سواء أكانت ثنائية أو متعددة الأطراف، كما أنه لا تجري أي مفاوضات متعلقة بنزع السلاح النووي.

وفي الوقت نفسه، لا تزال عقيدة الردع النووي قائمة كعنصر في السياسات الأمنية لجميع الدول الحائزة والعديد من حلفائها. ولقد تعرض الإطار الدولي للحد من التسلح الذي ساهم في الأمن الدولي منذ الحرب الباردة، والذي كان بمثابة كابح لاستخدام الأسلحة النووية ونزع السلاح النووي المتقدم ، لضغوط متزايدة. في 2 آب/أغسطس 2019، أعلن انسحاب الولايات المتحدة نهاية معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، من خلال الولايات المتحدة والاتحاد الروسي التزاما سابقًا بالقضاء على فئة كاملة من الصواريخ النووية. وتنتهي المعاهدة المبرمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الروسي بشأن تدابير زيادة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها (“ستارت الجديدة”) في شباط/ فبراير 2021. وإذا لم يتم تمديد هذه المعاهدة، على النحو المنصوص عليه في موادها، أو تنتهي صلاحيتها دون خليفة، ستكون هذه هي المرة الأولى التي لا تخضع فيها أكبر ترسانتين نوويتين استراتيجيتين في العالم للقيود منذ السبعينيات.

يتنامى الإحباط بين الدول الأعضاء فيما يتعلق بما يُنظر إليه على أنه بطء وتيرة نزع السلاح النووي. ويركز بشكل أكبر على هذا الإحباط مع تزايد المخاوف بشأن العواقب الإنسانية الكارثية لاستخدام حتى سلاح نووي واحد، ناهيك عن حرب نووية إقليمية أو عالمية.

تحتفل الجمعية العامة بيوم 26 أيلول/ سبتمبر باعتباره اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية. ويوفر هذا اليوم فرصة للمجتمع العالمي لإعادة تأكيد التزامه بنزع السلاح النووي العالمي كأولوية. وإنه يوفر فرصة لتثقيف الجمهور – وقادته – حول الفوائد الحقيقية للتخلص من مثل هذه الأسلحة، والتكاليف الاجتماعية والاقتصادية لإدامتها. للاحتفال بهذا اليوم في الأمم المتحدة أهمية خاصة، بالنظر إلى عضويتها العالمية وخبرتها الطويلة في معالجة قضايا نزع السلاح النووي. إنه المكان المناسب لمواجهة أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية، وهي تحقيق السلام والأمن في عالم خالٍ من الأسلحة النووية.

وعليه،ووفقا لقرار الجمعية العامة 32/68 والقرارات اللاحقة له، كانت هذه الحقائق هي الأسس لتعيين الجمعية العامة يوم 26 أيلول/سبتمبر بوصفه اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية. فهذا اليوم هو بمثابة فرصة متاحة للمجتمع الدولي ليعيد توكيد التزامه بنزع السلاح النووي على الصعيد العالمي بوصفه أولوية عليا. وهو يتيح كذلك فرصة لتثقيف الجمهور وقادته بالفوائد الحقيقة التي ستعود من القضاء على هذه الأسلحة، والتكاليف الاجتماعية والاقتصادية لبقائها. ولذا يكتسى احتفاء الأمم المتحدة بهذا اليوم بأهمية خاصة نظرا إلى البعد العالمي للعضوية فيها وخبرتها الطويلة في التصدي لقضايا نزع السلاح النووي. وهي كذلك المكان المناسب للتصدي لأحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية، وبما يحقق السلام والأمن وإيجاد عالم خال من الأسلحة النووية.

اقترحت الجمعية العامة هذا اليوم الدولي في ديسمبر 2013، في قرارها 32/68، الذي كان بمثابة المتابعة للاجتماع الرفيع المستوى المعني بنزع السلاح النووي الذي عقد في 26 سبتمبر 2013 في الجمعية العامة.

كان هذا هو الأحدث في سلسلة من الجهود التي تبذلها الجمعية العامة لزيادة الوعي العام والسعي إلى مشاركة أعمق في مسائل نزع السلاح النووي. في عام 2009، أعلنت الجمعية العامة يوم 29 أغسطس اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية (القرار 64/35).

وأعتمد القرار 32/68 الذي وافقت عليه اللجنة الأولى في الجمعيةالعامةة، ودعى — في جملة ما دعى إليه — إلى: ❞ بدء المفاوضات على نحو عاجل، خلال مؤتمر نزع السلاح، من أجل الإسراع بإبرام اتفاقية شاملة تتعلق بالأسلحة النووية لحظر امتلاكها واستحداثها وإنتاجها وحيازتها واختبارها وتكديسها ونقلها واستعمالها أو التهديد باستعمالها وتنص على تدميرها ❝.

وفي عام 2014، أكدت الجمعية العامة من خلال قرارها 69/58 على ذكرى الاحتفاء باليوم، من خلال دعوة الأمين العام ورئيس الجمعية العامةإلى اعتماد الترتيبات الضرورية للاحتفاء بهذا اليوم ونشره، بما في ذلك عقد اجتماع سنوي للجمعية العامة للاحتفاء به، بما يتيح سبيلا لتعزيز تلك الأنشطة.لأول مرة في تشرين الأول/أكتوبر 2013، كان المراد منه أن يكون بمثابة المتابعة للاجتماع الرفيع المستوى المعني بنزع السلاح النووي الذي عقد في 26 سبتمبر 201 في الجمعية العامة. وكررت الجمعية طلبها ودعوتها تلك في عامي 2015 و 2016 من خلال القرارات 70/34 و 71/71 و 251/72 و 40/73

ولم يزل يُحتفل باليوم الدولي اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية منذ عام 2014. وبحسب القرار، تهيب الجمعية العامة بالدول العضاء ومنظومة الأمم المتحدة والمجتمع المدني، بما يشمل المنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية وا لبرلمانيين ووسائط الإعلام والأفراد، إلى الاحتفال باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية والترويج له بالاضطلاع بجميع الأنشطة لتثقيف وتوعية الجمهور بشأن ما تشكله الأسلحة النووية من خطر على البشرية وبشأن ضرورة إزالتها بالكامل، بما يعبئ الجهود الدولية لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في إيجاد عالم خال من الأسلحة النووية.

وتحتفل الأمم المتحدة بهذا اليوم الدولي من خلال دعم فعاليات تُقام في نيويورك وجنيف. كما تشجع مراكز الإمم المتحدة للإعلام المنشترة في بقاع كثيرة من العالم على إذكاء الوعي العام بهذه المناسبة.

معالم تاريخية

1945

دمرت قنبلتان نوويتان مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتان. وتشير التقديرات إلى قتلهما ما مجموعه 213 ألفا على الفور.

1946

حددت الجمعية العامة، في قرارها الأول ، نزع السلاح النووي هدفا رئيسيا للأمم المتحدة.

1959

أدرجت الجمعية العامة نزع السلاح النووي بوصفه جزءا من الهدف الأكثر شمولاً المتمثل في نزع السلاح العام الكامل في ظل رقابة دولية فعالة (القرار 1378 (د -14)). وكان ذلك أول قرار للجمعية العامة ترعاه جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

1963

فُتح باب توقيع معاهدة حظر تجارب الأسلحة النووية في الجو وفي الفضاء الخارجي وتحت سطح الماء، والمعروفة كذلك باسم معاهدة حظر التجارب الجزئية. وحظيت المناقشات التي دامت لسنوات بين الاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بإحساس متجدد بضرورة الخروج بصك مقبول بسبب أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.

1967

دفع سباق التسلح النووي وأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 حكومات أمريكا اللاتينية إلى التفاوض على معاهدة حظر الأسلحة النووية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (معاهدة تلاتيلولكو)، التي أنشأت أول منطقة خالية من الأسلحة النووية في منطقة مكتظة بالسكان .

1978

عقدت الجمعية العامة دورتها الاستثنائية الأولى التي وُقفت لنزع السلاح. وأكدت الدول الأعضاء، في الوثيقة الختامية، أن هدفها النهائي المشترك هو ’’نزع السلاح العام الكامل في ظل رقابة دولية فعالة‘‘، كما أكذت على أن ’’للتدابير الفعالة لنزع السلاح النووي ولمنع الحرب النووية الأولوية القصوى’’.

1985

أصبح جنوب المحيط الهادئ المنطقة الثانية الخالية من الأسلحة النووية (معاهدة راروتونغا).

1991

تخلت جنوب إفريقيا طواعية عن برنامج الأسلحة النووية.

1992

بموجب بروتوكول لشبونة الملحق بمعاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية، تخلت بيلاروسيا وكازاخستان وأوكرانيا طوعًا عن الأسلحة النووية التي كانت بحوزتها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.

1995

في مؤتمر عام 1995 لاستعراض المعاهدة وتمديدها، اعتمدت الدول الأطراف دون تصويت القرارات المتعلقة بتمديد المعاهدة إلى أجل غير مسمى، ’’لتعزيز عملية مراجعة المعاهدة‘‘ و ’’المبادئ والأهداف المتعلقة بعدم الانتشار النووي ونزع السلاح النووي‘‘ ، وكذلك ’’قرار بشأن الشرق الأوسط‘‘. 

أصبح جنوب شرق آسيا المنطقة الثالثة الخالية من الأسلحة النووية (معاهدة بانكوك).

1996

أصبحت أفريقيا المنطقة الرابعة الخالية من الأسلحة النووية (معاهدة بليندابا). 

بناءً على طلب الجمعية العامة ، قدمت محكمة العدل الدولية فتوى بشأن مشروعية التهديد بالأسلحة النووية أو استخدامها. 

فتح معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية للتوقيع.

2000

في المؤتمر الاستعراضي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 2000، اعتمدت الدول الأطراف ثلاث عشرة خطوة عملية لجهود منهجية وتدريجية لنزع السلاح النووي.

2006

أصبحت آسيا الوسطى المنطقة الخامسة الخالية من الأسلحة النووية (معاهدة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في وسط آسيا).

2008

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة خطة من خمس نقاط لنزع السلاح النووي.

2010

في المؤتمر الاستعراضي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 2010، اعتمدت الدول الأطراف خطة عمل من 64 نقطة في جميع أركان المعاهدة الثلاثة — نزع السلاح النووي وعدم الانتشار النووي والاستخدامات السلمية للطاقة النووية — وخطوات عملية لتنفيذ قرار عام 1995 بشأن الشرق الأوسط الشرق.

2013

عقدت الجمعية العامة أول اجتماع رفيع المستوى بشأن نزع السلاح النووي. وأعلنت الجمعية العامة، بموجب قرارها 32/68، أن 26 أيلول/ سبتمبر سيكون هو اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية. 

عملا بالقرار 67/56، تُنشئ الجمعية العامة فريقا عاملا مفتوح العضوية بشأن المضي قدما بمفاوضات نزع السلاح النووي المتعددة الأطراف.

2016

عملا بالقرار 70/33، تُنشئ الجمعية العامة فريقا عاملا ثانيا مفتوح العضوية بشأن المضي قدما بمفاوضات نزع السلاح النووي المتعددة الأطراف.

2017

في 7 تموز/يوليه، اُعتمدت معاهدة حظر الأسلحة النووية، لتصبح بذلك أول صك متعدد الأطراف ملزم قانوناً — جرى التفاوض عليه لمدة 20 عاماً — لنزع السلاح النووي.

2018

دشن الأمين العام جدول الأعمال المعنون ’’تأمين مستقبلنا المشترك: خطة لنزع السلاح‘‘. ويعالج جدول الأعمال إزالة الأسلحة النووية في إطار ’’نزع السلاح لإنقاذ البشرية‘‘.

2020

الذكرى الخمسون لبدء معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *