الأثنين. مايو 20th, 2024

أطلقت الأمم المتحدة، نداء إنسانيا يهدف إلى جمع ما 565 مليون دولار لمساعدة لبنان على الانتقال من الإغاثة الإنسانية الفورية المنقذة للحياة إلى التعافي وإعادة الإعمار، وفي نهاية المطاف، نحو الانتعاش الاقتصادي على المدى الطويل.

وقد أسفرت التفجيرات المدمرة التي هزت مرفأ بيروت، في 4 آب / أغسطس، عن تدمير معظم الميناء، وتسوية الأحياء المجاورة بالأرض، وإلحاق أضرارا بستة مستشفيات وأكثر من 20 عيادة صحية. وخلفت 178 قتيلا وأكثر من 6500 جريح وتشريد الآلاف.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ستمكّن هذه الجهود، إذا ما تم تمويلها بشكل صحيح، الشركاء في المجال الإنساني من مساعدة المحتاجين من خلال:

  • الأمن الغذائي، من خلال التوصيل الفوري للوجبات الساخنة وحصص الإعاشة الغذائية وتوصيلها لتحقيق الاستقرار في إمدادات الحبوب الوطنية.
  • الصحة، من خلال إعادة تأهيل المرافق الصحية المتضررة، وتوفير مجموعات علاج الإصابات والأدوية الأساسية.
  • المأوى، من خلال توفير النقود للمأوى للعائلات التي تضررت منازلها وتمويل إصلاح المباني والمرافق التي تضررت من الانفجار،
  • الحماية وكذلك دعم نظافة المياه والصرف الصحي.

وقالت نجاة رشدي، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان إن مهمة إعادة بناء حياة الناس والتعافي من الدمار ما زالت في بدايتها. وحثت المجتمع الدولي على إظهار التزامه الثابت تجاه شعب لبنان.

وبحسب أوتشا، فإن مرفأ بيروت يعمل الآن بنسبة 30 في المائة فقط من طاقته، كما لحقت الأضرار بأكثر من 47 ألف شقة سكنية مما أثر على حياة 170 ألف شخص.

ويأتي تفجير بيروت في وقت يعاني فيه لبنان من مصاعب اقتصادية جمّة. وتفيد وزارة الصحة اللبنانية بارتفاع أعداد الإصابات بمرض كـوفيد-19، فحتى 13 أغسطس تم تسجيل 298 إصابة جديدة بالمرض

تسعى وكالات الأمم المتحدة الإنسانية للتخفيف من حدّة الأزمات المتلاحقة في لبنان، وخاصة مع تفاقم الأزمة الإنسانية المترتبة على الانفجار. وفي مؤتمر صحفي من جنيف، قالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، إليزابيث بيرز، إن برنامج الأغذية سينقل إلى لبنان 17،500 طن متري من دقيق القمح وإمدادات تكفي لثلاثة أشهر من القمح لمساعدة البلاد على تجديد الاحتياطات الغذائية.

ومن المتوقع وصول أول شحنة من دقيق القمح إلى مرفأ بيروت في 20 آب/أغسطس لتقديم المساعدة الفورية للمخابز يليه القمح الذي سيذهب للمطاحن المحلية.

وأفاد البرنامج بنقل معدات لتشغيل الميناء جوّا هذا الأسبوع، بما يكفي لتسهيل استيراد القمح وكميات من الحبوب الأخرى إلى لبنان. كما يعتزم زيادة المساعدات النقدية بعشرة أضعاف للوصول إلى مليون شخص حول البلاد. وأكد البرنامج على شراء 150 ألف طرد غذائي لتوزيعها على الأسر المتضررة من الأزمة الاقتصادية وإجراءات إغلاق كوفيد-19.

و اعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن جائحة كـوفيد-19 فاقمت الأزمة الاقتصادية في لبنان. ففي العام الماضي وحده أغلق أكثر من 5 آلاف مصنع، وهذا العام أغلق 800 مطعم، مما ترك عشرات الآلاف بلا عمل، والمزيد من الفقر بدون شبكة أمان اجتماعية.

وتسبب انفجار بيروت بتحويل 100 ألف شخص إلى عاطلين عن العمل في لمح البصر، نساء ورجال يعملون في مطاعم وفنادق ومقاهي ومحلات تأجير السيارات والمحلات الصغيرة والكثير من العاملين في الاقتصاد غير الرسمي تأثروا بسبب الانفجار.

وقد أطلقت منظمة اليونيسف نداء معدلا بقيمة 46.7 مليون دولار، للوصول إلى 100 ألف طفل وتوفير الدعم والمساعدة لهم على مدار الأشهر الثلاثة المقبلة.

وقالت المديرة التنفيذية ليونيسف، هنرييتا فور: “خلقت انفجارات بيروت صدمة إضافية للأطفال في لبنان الذين يتعيّن عليهم أيضا التعامل مع تأثير الأزمة الاقتصادية الحادة والجائحة المستعرة“. وأشارت إلى أن يونيسف وشركاءها يعملون على الأرض منذ اليوم الأول، لإنقاذ مخزونات اللقاحات وتوزيع المياه، والمساعدة في تنظيف الحطام.

وأضافت تقول: “نعوّل على الجهات المانحة لمساعدتنا في دعم الأطفال والأسر المتضررة من هذه المأساة والذين سيحتاجون إلى كل الدعم الذي يمكنهم الحصول عليه لإعادة بناء حياتهم“.

وتشمل المساعدات التي تسعى يونيسف لتقديمها؛ الحفاظ على سلامة الأطفال، وتقديم الدعم النفسي والصحة العقلية لهم ولأسرهم. وإعادة تأهيل 16 مركز رعاية صحية أولية تضرر، وتخدم هذه المراكز 160 ألف شخص وتزودهم بالإمدادات الضرورية.

كما تسعى يونيسف لإعادة تأهيل المدارس المتضررة والتأكد من أن الأطفال الذين تضررت منازلهم بإمكانهم مواصلة التعلم.

وقالت نائبة ممثلة اليونيسف في لبنان، فيوليت سبيك-وارنيري: “إن النداء سيوفر التدريب والموارد لتزويد آلاف اليافعين بالمهارات التي يحتاجون إليها، سواء كانت نجارة أو سباكة أو بناء، ليكونوا جزءا من إعادة بناء بلدهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *