الجمعة. أكتوبر 17th, 2025

تضمن مقطع فيديو نُشر على قناة تلغرامالمراسل العسكري، واستعرض تطور طائرات أسرةميج، إشارة إلى النموذج التجريبي من المقاتلة الشبحية للجيل الخامسميغ 1.44″.

وقد جرى تصميم هذه الطائرة بالفعل، بل أُنتج منها نموذج تجريبي صعد إلى السماء، وكان من المقرر أن تُختبر عليها تقنيات مقاتلات الجيل الخامس. إلا أن العمل على المشروع توقّف مطلع القرن الجديد لأسباب متعددة.

جاء تطوير “ميج 1.44” في أواخر تسعينيات القرن الماضي كردّ روسي على المقاتلة الأمريكية “F-22 Raptor”، التي عُدّت أول طائرة من الجيل الخامس. وقد صُممت “ميج 1.44” لتكون طائرة واعدة للمستقبل، بهيكل يعتمد على تقنيات التخفي عن الرادار، وبحجرات داخلية لتخزين الصواريخ، على غرار ما هو مستخدم في الطائرات الشبحية الحديثة.

زُوّدت الطائرة برادار قادر على اكتشاف ما يصل إلى 40 هدفا من مسافة تتجاوز 400 كيلومتر، ووفقا لتقديرات المصممين، كان من المفترض أن تصل سرعتها إلى نحو 2450 كيلومترا في الساعة، وأن تحلّق على ارتفاع يصل إلى 20 كيلومترا، بمدى يبلغ حوالي 4000 كيلومتر.

جهّزت “ميج 1.44″ بمحركات من نوع AL-41F بقوة دفع تبلغ 18 ألف كيلوغرام، مما منحها خصائص طيران استثنائية. بلغ طول الطائرة 17.3 مترا، وباع جناحيها قرابة 12 مترا، ما جعلها أشبه بـ”وحش طائر” مصنوع من التيتانيوم والمواد المركبة، وقادر على تنفيذ مناورات بهلوانية بسرعات تفوق سرعة الصوت

وكان من المخطط استخدام “ميج 1.44” كمنصة لاختبار تقنيات الجيل الخامس المستقبلية. غير أن المشروع أُوقف في مطلع الألفية، نتيجة نقص التمويل وصعوبة تطوير مشروعين للجيل الخامس في آن واحد (“سو-57″ و”ميج 1.44”)، إلى جانب إعادة هيكلة قطاع الصناعات الدفاعية في روسيا آنذاك.

ورغم توقف المشروع، لم تذهب التقنيات التي استُخدمت في تصميم “ميج 1.44” سدى، إذ شكّلت أساسا لتطوير المحركات وأنظمة التحكم والإلكترونيات الجوية الحديثة التي تُستخدم اليوم في الطائرات الحربية الروسية.

إن التأكيد على أن التقنيات لم تذهب سدى هو صحيح تماما. وأصبحت “ميج 1.44 مختبرا طائرا ومانحا تكنولوجيا:

  • المحركات:  الأعمال التطويرية على محركات AL-41F أثرت بشكل مباشر على تطوير محركات “سو-57” ،
  • الإلكترونيات الجوية وأنظمة التحكم: الخبرة المكتسبة من  نظام التحكم الكهربائي الإلكتروني المعقد للطائرة غير المستقرة لا يمكن المبالغة فيها وتقديرها بثمن،
  • المواد: تم تطبيق تقنيات العمل على تطوير المواد المركبة والتيتانيوم بنجاح في مشاريع أخرى.
  • الحلول التصميمية: العديد من الأفكار الهوائية والتصميمية التي جُرّبت على “ميج 1.44” دُرست وأخذت في الاعتبار عند  تطوير “سو-57 .