الخميس. أكتوبر 2nd, 2025

كشفت ابحاث من معهد طوكيو للعلوم عن سلالتين جديدتين من الخلايا الجذعية المسؤولة عن تكوين جذور الأسنان والعظام المحيطة بها، ما يفتح الباب أمام علاجات ترميمية مبتكرة في طب الأسنان.

ولطالما شكّلت استعادة الأسنان المفقودة والعظام المحيطة بها تحديا كبيرا في هذا المجال. فعلى مدى عقود، كان الحل الأمثل هو الاعتماد على زراعة الأسنان أو التركيبات الصناعية، لكنها رغم فعاليتها لا تستطيع محاكاة البنية الطبيعية أو الوظيفة الحيوية للسن بشكل كامل. ولهذا اتجهت الأبحاث الحديثة إلى فهم آليات نمو الأسنان، أملا في تطوير علاجات أقرب إلى الطبيعة وأكثر فعالية.

وتعد عملية نمو الأسنان معقدة للغاية، إذ تتطلب تنسيقا دقيقا بين أنواع متعددة من الخلايا والأنسجة، مثل لب السن والمينا والعظام المحيطة بالفك. وتتواصل هذه الخلايا عبر شبكة من الإشارات الكيميائية التي تنظم تكوين تاج السن وجذره والأنسجة الداعمة له. ورغم التقدم الكبير، لا يزال فهم هذه العملية غير مكتمل.

ولسد هذه الفجوات المعرفية، قاد الدكتور ميزوكي ناجاتا من قسم أمراض اللثة في كلية طب الأسنان والعلوم الطبية بمعهد طوكيو للعلوم، بالتعاون مع باحثين من جامعة تكساس للعلوم الصحية في هيوستن وجامعة ميشيجان ، فريقا بحثيا استخدم تقنيات متطورة على الفئران المعدلة وراثيا لتتبع الخلايا ودراسة تخصصها أثناء نمو الأسنان. 

وتمكن الفريق من تحديد سلالتين من الخلايا الجذعية الليفية:

  • الأولى تنشأ من الحليمية الطرفية عند طرف الجذر النامي، وتعبر عن بروتين CXCL12 (يلعب دورا رئيسيا في تكوين العظام داخل نخاع العظام). وعبر مسار إشارات يعرف باسم Wnt الكلاسيكي، تستطيع هذه الخلايا التمايز إلى خلايا مكونة للمينا (odontoblasts)، وأيضا إلى خلايا مكونة للأسمنت (طبقة متكلسة تغطي جذر السن)، بل وحتى إلى خلايا عظمية لثوية في ظروف الإصلاح.

  • الثانية تتركز في كيس السن المحيط بالسن النامي، وتعبر عن بروتين PTHrP. وقد تبين أن هذه الخلايا قادرة على التمايز إلى خلايا أسمنتية، وخلايا ليفية في الأربطة، وخلايا عظمية لثوية، لكن هذا التحول لا يتم إلا عند تثبيط مسار Hedgehog-Foxf، وهو ما يشير إلى آلية فريدة تتطلب تنظيما دقيقا.

تساهم نتائج هذه الدراسات في تقديم رؤية أوضح لآليات تكوين الأسنان والعظام المحيطة بها، ما يمهد الطريق لاستخدام الخلايا الجذعية في علاجات تجديدية تستعيد الأسنان والأنسجة الداعمة بشكل طبيعي.

ويقول ناجاتا: “توفر نتائجنا إطارا عمليا لتكوين جذر السن، وقد تفتح الباب أمام تطوير علاجات مبتكرة للبّ الأسنان واللثة والعظام باستخدام تقنيات الطب التجديدي.