تلبية لدعوة من فخامة الرئيس “شي جينبينغ“ رئيس جمهوريةالصين الشعبية، قام فخامة الرئيس “عبد الفتاح السيسي“ رئيسجمهورية مصر العربية بزيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبيةخلال الفترة من 28 إلى 31 مايو 2024.
2- أجرى الرئيسان محادثات رسمية حول مجمل العلاقات الثنائيةوسبل تطويرها في مختلف المجالات، وكذا تعزيز التنسيق بينالبلدين في الأطر متعددة الأطراف، وتبادلا الآراء حول العديد منالقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
3- أشاد الرئيسان بالتطور الملحوظ في علاقات البلدين في كافةالمجالات والتي شهدت طفرة كبيرة فى السنوات الأخيرة فى أعقابتدشين علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما فى عام2014، وأكًدا أهمية استثمار الذكرى العاشرة لتدشين الشراكةالاستراتيجية الشاملة لترفيع والارتقاء بمستوى العلاقات الثنائيةلآفاق أرحب من خلال العمل على زيادة وتكثيف الزيارات المتبادلةرفيعة المستوى بين الحكومتين والأجهزة التشريعية والحكوماتالمحلية للبلدين، وبما يُدعم مصالح البلدين ويلبى تطلعات وطموحاتشعبيهما الصديقين، ويرتقى بمستوى العلاقات بين البلدين نحوهدف بناء مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد، ويدفععلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة القائمة بين البلدين إلىمستويات جديدة.
4- أعرب الرئيسان عن ارتياحهما للنتائج المثمرة للشراكةالاستراتيجية الشاملة بين البلدين، والتى أسهمت في تعزيز التنميةوالازدهار في البلدين، حيث شاركت الصين في العديد منالمشروعات الاقتصادية الكبرى في مصر لاسيما في مجالات البنيةالتحتية والنقل والسكك الحديدية وبناء السفن والإنشاءاتوالاستثمارات وعلوم الفضاء، بما في ذلك المشاركة في بناء حيالمال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتدشين القطارالكهربائي للعاشر من رمضان، والاستثمارات الصينية بالمنطقةالصناعية تيدا المصرية–الصينية بالمنطقة الاقتصادية لقناةالسويس، وإطلاق القمر الصناعي المصري مصر سات-2، فضلاًعن تعزيز التعاون المالي وتمديد الاتفاقية بشأن مبادلة العملاتالمحلية ونجاح مصر في إصدار سندات الباندا في الصين، وزيادةالتنسيق في المحافل الاقتصادية الدولية بما في ذلك انضمام مصرللبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية واستضافتها للاجتماعالسنوي للبنك في عام 2023، وكذلك الانضمام لبنك التنمية الجديدرسمياً في عام 2023، والانضمام لعضوية تجمع البريكس في عام2024.
5- بمناسبة الذكرى العاشرة لإطلاق الشراكة الاستراتيجيةالشاملة بين البلدين، فقد أعلن الرئيسان “عبد الفتاح السيسي“ و“شي جينبينغ“ عن تدشين “عام الشراكة المصرية–الصينية“ والذي سيشهد العديد من الفعاليات الدبلوماسية والاقتصاديةوالتجارية والاستثمارية والثقافية والسياحية بهدف دفع وتطويرالعلاقات الثنائية في كافة المجالات.
6- ثمن الرئيسان توقيع البلدين على البرنامج التنفيذي للشراكةالاستراتيجية الشاملة للأعوام الخمس المقبلة (2024-2028) فييناير 2024، والذي يُمثل خارطة طريق لتطوير العلاقات الثنائيةوالارتقاء بها إلى مستوى أعلى تأسيساً على ما تحقق من إنجازاتملموسة خلال السنوات الماضية، واتفاق البلدين على دفع جهودتوطين الصناعة ونقل التكنولوجيا باعتبارها أولوية للتعاونالمصري–الصيني خلال الأعوام المقبلة، ومن ثم أهمية العمل علىتوسيــع الاستثمـــارات الصيـنيـــة الصناعية في مصر بما في ذلكمجال تصنيع السيارات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية وإنتاجالألواح الشمسية والصناعات الكيماوية ومواد البناء، بالإضافة إلىالتكنولوجيا الزراعية الحديثة وغيرها، والعمل على تحقيق مزيد منالتوازن فى حجم التبادل التجاري بما في ذلك السماح بدخولالمزيد من المنتجات المصرية عالية الجودة إلى السوق الصينية،وتسهيل دخول مدخلات الإنتاج من الصين لتصنيع المنتج النهائيفي مصر، وبحث سبل تسوية المعاملات التجارية بالعملات المحليةللبلدين، فضلاً عن تعزيز التدفقات السياحية الصينية إلى مصروتشجيع الاستثمارات الصينية المباشرة في مجال إنشاء وإدارةالفنادق، وكذلك تعزيز التعاون في المجال الإعلامي والثفافيوالعلمي والذكاء الاصطناعي والأكاديمي.
7- وجه الرئيسان بقيام الجهات المعنية فى البلدين بعقد مباحثاتفنية لتنفيذ تفاهمات قادة البلدين حول سبل دفع وتعزيز العلاقاتالثنائية بينهما، بما في ذلك العمل على عقد اللجنة الحكوميةالمشتركة في أقرب فرصة ممكنة.
8- ثمن الجانبان الدعم المتبادل لكل طرف للقضايا الأساسيةللطرف الآخر، حيث ساندت مصر والصين بعضهما البعض للدفاععن المباديء المشتركة والمصالح الجوهرية، ووقفا جنباً إلى جنبأمام التحديات العالمية المتعددة وعلى رأسها وباء فيروس كوروناوتداعياتها السلبية على الدول النامية.
9- شدد الرئيسان على ضرورة التزام البلدين بدعم المصالحالحيوية بثبات ومراعاة الشواغل الخاصة لكل منهما وتبادل دعمالجهود لمكافحة الإرهاب، حيث أكد الجانب الصيني على مواصلةدعمه لحق مصر المشروع في الحفاظ على سيادتها الوطنيةووحدتها الإقليمية ورفض التدخل الخارجي في شئونها الداخليةتحت أية مسميات، ودعم حقوقها المشروعة في الحفاظ على أمنهاواستقرارها في مواجهة التحديات، فضلاً عن حقها المشروع فيحماية أمنها المائي والغذائي ومصالحها التنموية، وأكد الجانبالمصري على مواصلة الالتزام الثابت بمبدأ الصين الواحدة وأنتايوان جزء لا يتجزأ من الصين، ودعم موقف الجانب الصيني منالقضايا التي تتعلق بسيادة الصين ووحدة أراضيها، ودعم تحقيقإعادة توحيد الصين، ورفض التدخل الخارجي في الشئون الصينيةالداخلية.
10- أكد الرئيسان على أهمية تحقيق التكامل بين رؤية مصر2030 للتنمية المستدامة مع مبادرة الحزام والطريق والعملالمشترك على ضمان تقدم مشاريع التعاون المعنية بين البلدينبشكل آمن وسلس، ويثمن الجانب المصري فى هذا الإطار “مبادرةالتنمية العالمية“ التى أطلقها الرئيس “شى جينبينغ“ باعتبارها أحدالمبادرات العالمية التي تسهم في الإسراع بتحقيق أهداف التنميةالمستدامة وفقاً لأجندة 2030 للأمم المتحدة، والتى ستواصل مصرالمشاركة بنشاط في التعاون بكافة المجالات في إطارها، وتثمنمصر “مبادرة الأمن العالمي“ التي طرحها الجانب الصيني،مستعدة لتعزيز التواصل والبحث في التعاون مع الجانب الصينيحول سبل الحفاظ على السلام والأمن العالميين وتعزيزهما، كماتُقدر مصر “مبادرة الحضارة العالمية“ لاسيما وأن مصر تشاركالصين ذات المباديء القائمة على احترام الثقافات والحضاراتالإنسانية على أساس من المساواة، وأن مصر والصين حضارتانعريقتان تضربان بجذورهما في أعماق التاريخ، وكان لهمااسهامات كبيرة فى التاريخ الإنسانى، وتدعم مصر فى هذا الصددالإقتراح الصينى بإقامة يوم عالمي للحوار بين الحضارات فى يونيومن كل عام. كما ثمن الجانب الصيني مبادرة “حياة كريمة“ باعتبارها أحد المبادرات التنموية الهامة الهادفة إلى الارتقاء بالبنيةالأساسية ورفع مستوى معيشة المواطنين فى الريف المصرى، وأكدعلى دعمه لهذه المبادرة وكافة الجهود المصرية التنموية.
11- ثمن الرئيسان التعاون المثمر بين مصر والصين فى إطارمنتدى التعاون العربى الصينى، ورحبا بمخرجات القمة العربيةالصينية الأولى فى الرياض، وأهمية العمل المشترك من أجل تنفيذمخرجاتها بما فى ذلك الأعمال الثمانية المشتركة للتعاون العمليبين الصين والدول العربية التى طرحها الرئيس “شى جينبينغ“،كما أعرب الجانب الصينى عن الترحيب بطلب مصر لاستضافة قمةعربية صينية، وأعرب الجانب المصرى فى هذا الإطار عن التطلُعلنجاح انعقاد الاجتماع الوزارى العاشر لمنتدى التعاون العربىالصينى.
12- ثمن الرئيسان كذلك التعاون والتنسيق المشترك بينهما فىإطار منتدى التعاون الصينى الأفريقى، وأعربا عن ضرورةالاستمرار فى تنفيذ مخرجات الدورة الثامنة للاجتماع الوزاريلمنتدى التعاون الصينى الأفريقى خاصة البرامج التسعة التى أعلنعنها الرئيس “شى جينبينغ“، والتطلع لنجاح قمة منتدى التعاونالصينى الأفريقى المقبلة فى سبتمبر 2024.
13- اتفق الرئيسان على أهمية التمسك بمباديء ومقاصد ميثاقالأمم المتحدة، ورفض المعايير المزدوجة والممارسات الأحادية،وأهمية العمل على إصلاح المؤسسات الدولية لتكون أكثر عدالةوتمثيلاً للدول النامية وأكثر فاعلية في الاستجابة للتحديات التيتواجه العالم. كما أكدا على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدوليمن أجل العمل على معالجة القضايا الساخنة والجوهرية التي تهددأمن واستقرار العالم، وتحقيق التعافي الاقتصادي ومعالجة قضاياالأمن الغذائي وندرة المياه وتغير المناخ ومكافحة التصحر، وضرورةالتزام كافة الدول بمسئولياتها في هذا الصدد. كما أكدا على أنمصر والصين ستواصلان العمل سوياً لمواجهة تلك التحديات الدوليةوتعزيز التعاون والتنسيق المشترك بينهما في المحافل الإقليميةوالدولية بما في ذلك تجمع البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون،والعمل على تعزيز دور الأسواق البازغة والدول النامية في النظامالدولي.
14- أعرب فخامة الرئيس “عبد الفتاح السيسي“ عن شكره وتقديرهلفخامة الرئيس “شي جينبينغ“ على حفاوة الاستقبال وكرمالضيافة ووجه الدعوة لفخامته لزيارة مصر، وقبل فخامة الرئيس“شي جينبينغ“ الدعوة وأعرب عن حرصه على زيارة مصر في أقربفرصة تناسب الجانبين