صرت شخصًا أخر منذ أحببتها، كنت لا أؤمن بالحب إلي أن رأيتها، شعرت أن شيئًا ما حدث داخلي، وخزة بقلبي أعلن على إثرها أنه صار محتلًا، وكلما رأيتها لا أستطيع تقيد نظراتي، وعندما انتبهت لي ولاحظت متابعتي لها شعرت بالخجل، بعدها فارقني النوم أفكر كيف ابدأ الحديث معها فهي خجولة جدًا ولا تتحدث إلا مع عدد محدود، وكانت الدفعة تطلق عليّ «الدحيح» لأني الطالب المثالي طوال ثلاث سنوات ومتفوق، فكان بعض الزملاء يستعينون بي لشرح وتوضح بعض المواد التي تصعب عليهم إستيعابها، وكنت أكتب مذكرات ليستفيد منها الزملاء، تمنيت أن تطلب مني مثلهم مذكرات لكنها لم تفعل أَبدًا، و لم اجترأ يومًا على الحديث معها، و وفي يوم العطلة كانت تتجمع العائلة بالنادي فاكتشفت أنها صديقة أبنة عمي، لم أرى وجهي وقتها بالمرآة ولكنني أجزم أن السعادة ظهرت على ملامحي وخصوصًا عيناي ظهرت عليها الفرحة، ثم بادرت أبنة عمي بالحديث وقالت وهي تضع يدها على كتفها بود أنها زميلتي في نفس الصف الدراسي، وفوجئت أبنة عمي أننا في نفس الجامعة ونفس الصف الدراسي ولم نتحدث أَبدًا، منذ هذه اللحظة أصبحنا أنا وهي أصدقاء ولكنها عندما علمت بمهنة والدي تغيرت ملامح وجهها للذهول ثم بدأت تتغير وتتعمد البعد كلما رأتني، الطبقية منعت تتويج حبي لها بالزواج، كان والدها طبِيبًا معروفًا بينما كان والدي صاحب محل خضروات له اسمه أَيضًا و له فروع في معظم المحافظات، لم أخجل يومًا من مهنة والدي، كنت دائمًا فخورًا به، وبحرصه على إكمالنا أنا وأخوتي دراستنا، وضعت صورتي معه في محل الخضروات صورة الغلاف بصفحتي على الفيس بوك، هو في نظري أَبًا مثاليًا، قدم كل ما لديه، وكل أب يريد أن يحقق أبناءه ما لم يستطع هو تحقيقه، انجذابها لي بدأ يتراجع إلي انعدام حديثها معي، مازال هناك طبقية لو كان والدي طَبِيبًا ما كانت تغيرت، حمدت الله أنني لم أقدم على هذه التجربة و لا حاولت التقرب منها بعد ما لاحظت تغيرها معي، وتقدمت لأبنة عمي وتزوجتها سأغرس في أبنائي من الصغر أن المهنة لا تعيب صاحبها، وأن الشخص يُقَيم بشخصه، وبعلمه وأخلاقه ودينه.
نجلاء محجوب