تنعقد “قمة كوكب واحد” الرابعة للتنوع البيولوجي تحت عنوان “فلنعمل معا من أجل الطبيعة!”، بمشاركة رؤساء الدول والحكومات وقادة المنظمات الدولية والمؤسسات المالية ومنظمات المجتمع المدني، لإثبات أن التزاماتهم تؤدي لإجراءات ملموسة تساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي واستعادته وقيادة التحوّلات المنهجية للاقتصادات.
وقد نظمت فرنسا والأمم المتحدة والبنك الدولي القمة لتشكل فرصة لرفع مستوى طموح المجتمع الدولي في حماية الطبيعة، مع الاستجابة للتحديات التي تثيرها جائحة كوفيد-19، وتركز القمة على التنوع البيولوجي لحشد الالتزامات لحماية النظم الإيكولوجية والتأكيد على الروابط مع صحة الإنسان.
وقال رئيس فرنسا، مانويل ماكرون: “ما نعرفه اليوم هو أن الأزمة الحالية أصبحت تشير بوضوح إلى أن أوجه الضعف متشابكة، والكثير من الضغط يوضع على الطبيعة بسبب الأنشطة البشرية، مما يضخم من أوجه عدم المساواة ويهدد صحتنا والآن أمننا“.
وأضاف أن مستقبل الكوكب يعتمد على ما نفعله هنا والآن. “لدينا الأدوات اللازمة لذلك والأمر يصب في مصلحتنا“.
أشاد المشاركون في القمة بمبادرة “الجدار الأخضر العظيم” في أفريقيا التي وُضعت من أجل حل مشكلة الفقر والتنمية الاقتصادية المحلية لسكان الريف من خلال إعادة بناء النظم الإيكولوجية وتوفير المياه.
وقد أعلن الرئيس ماكرون عن توفير 14.236 مليار دولار لبناء الجدار الأخضر العظيم من أصل 33 مليار دولار مطلوبة بحلول 2030 لاستعادة 100 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة عبر منطقة الساحل، وحفظ التنوع البيولوجي، فضلا عن خلق فرص عمل خضراء وبناء قدرة سكان الساحل على الصمود.
وقال الأمين العام: “إن الحلول القائمة على الطبيعة، مثل جدار أفريقيا الأخضر العظيم، واعدة على وجه الخصوص“.
بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن الحفاظ على التنوع البيولوجي في العالم يخلق الوظائف، والفرص الوظيفية التي توفرها الطبيعة ستخلق 191 مليون وظيفة مع حلول عام 2030. وقال السيّد غوتيريش: “لكن العالم لم يحقق أيّا من أهداف التنوع البيولوجي الموضوعة لعام 2020، وثمّة فجوات تمويلية بقيمة 711 مليار دولار أميركي سنويا حتى عام 2030“.
ومن المتوقع أن تكون “قمة كوكب واحد” علامة فارقة لحشد الجهود من أجل الطبيعة في عام 2021
ثانية. وأضاف الأمين العام يقول: “لقد سممنا الهواء والأرض والمياه ونملأ المحيطات بالبلاستيك. والآن الطبيعة تردّ. وصلت درجات الحرارة لمعدلات قياسية،التنوع البيولوجي ينهار والصحاري تتمدد. الحرائق والفيضانات والأعاصير أكثر تواترا وشدة. ونحن شديدو الضعف“.
أودت جائحة كـوفيد-19 حتى الآن بحياة أكثر من 1.8 مليون شخص ودمرت الاقتصادات، ولأول مرة في القرن، يزداد الفقر ويتعمق انعدام المساواة.
وشدد السيّد جوتيريش على أن التعافي من الجائحة يشكل فرصة لتغيير المسار، مع وجود سياسات ذكية واستثمارات صحيحة لرسم مسار يجلب الصحة للجميع وينعش الاقتصادات ويبني المرونة وينقذ التنوع البيولوجي. “مع إعادة البناء لا يمكننا العودة إلى الوضع المعتاد القديم.