استضافت منظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوروبية، ، الاجتماع الافتتاحي لمجلس تيسير ACT Accelerator وهي مبادرة تهدف إلى تسريع وتطوير عملية الإنتاج والتوزيع والوصول العالمي المنصف إلى الأدوات الصحية الأساسية الجديدة المتعلقة بمكافحة مرض كوفيد-19.
وقد تم إطلاق المبادرة في ابريل الماضي من قبل منظمة الصحة العالمية مع المفوضية الأوروبية وفرنسا ومؤسسة بيل وميليندا غيتس وبدعم من الأمين العام للأمم المتحدة والعديد من رؤساء الحكومات، وقد بدأت تحقق بالفعل عوائد كبيرة.
فحتى الآن انضمت أكثر من 170 دولة في مرفق الوصول العالمي للقاح فعال ضد فيروس كورونا، المعروف باسم COVAX وهناك عشرة لقاحات مرشحة قيد التقييم، 9 منها قيد التجارب السريرية، مما يوفر أكبر مجموعة لقاحات ضد فيروس كورونا وأكثرها تنوعا في العالم.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن الاستثمار في نهج متعدد الأطراف بشأن مبادرة تسريع إنتاج وتوزيع اللقاحات يزيد من فرصة النجاح لجميع البلدان من خلال إتاحة الوصول إلى عدد أكبر من الأدوات بسرعة أكبر، بالإضافة إلى مشاركة التكاليف وتخفيف مخاطر البحث والتطوير.
وأشارت المنظمة إلى أنه لا تزال هناك حاجة إلى نحو 35 مليار دولار لتتمكن المبادرة من تحقيق أهدافها في إنتاج ملياري جرعة لقاح و245 مليون علاج و500 مليون اختبار.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال في حديثه في الاجتماع:
“نحتاج الآن إلى 35 مليار دولار أخرى للانتقال من مرحلة الإعداد إلى التنفيذ. هناك إلحاح حقيقي في هذه الأرقام. وبدون ضخ 15 مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، بدءا من الآن، سنفقد فرصة سانحة “.
وأكد الأمين العام أنه من مصلحة جميع البلدان ضمان الوصول العادل للقاحات الجديدة. “فلن يكون أي شخص أو بلد آمنا حتى يصبح الجميع بأمان. هذه هي الطريقة التي نعظم بها فرصنا في وقف هذا الجائحة في أسرع وقت ممكن.”
وشدد الأمين العام على الحاجة إلى “ثقة أكبر” بشأن اللقاحات المتوقعة. وأضاف:
“لكي ينجح أي لقاح، يجب أن يكون غالبية الرجال والنساء والأطفال في جميع أنحاء العالم على استعداد لقبوله. ولكن عدم الثقة في اللقاحات آخذ في الازدياد حول العالم. لقد رأينا تقارير مقلقة عن شرائح كبيرة من السكان في بعض البلدان تشير إلى إحجامهم أو حتى رفضهم أخذ لقاح كوفيد-19.”
وقال إن الأمم المتحدة تعمل من خلال مبادرة Verified إلى معالجة هذه المخاوف ودحض نظريات المؤامرة بشأن لقاح كوفيد-19، من خلال تقديم معلومات تستند إلى العلم حول هذه اللقاحات.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية:
“يموت يوميا نحو 5 آلاف شخص بسبب كوفيد-19 ومن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد العالمي بتريليونات الدولارات هذا العام. قضية الاستثمار في إنهاء الجائحة باتت أقوى من أي وقت مضى. يعد ACT-Accelerator أفضل طريقة لضمان الوصول العادل إلى اللقاحات والتشخيصات والعلاجات، ولكن في الوقت الحالي تواجه فجوة تمويلية تبلغ 35 مليار دولار. سيؤدي التمويل الكامل لهذه المبادرة إلى تقصير أمد الجائحة وتعافي الاقتصاد العالمي
أما أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، فقالت:
“إن إطلاق مجلس التيسير اليوم يقربنا من هدفنا العالمي: الوصول إلى لقاحات فيروس كـورونا والاختبارات والعلاجات لكل من يحتاجها في أي مكان. سيستخدم الاتحاد الأوروبي كل قوته الجماعية للمساعدة في الحفاظ على وحدة العالم ضد فيروس كورونا. برئاسة النرويج وجنوب أفريقيا اللتين تمثلان الشمال والجنوب العالمي، وخبرة منظمة الصحة العالمية وشركائنا الدوليين، لن يتخلف أي بلد أو منطقة عن الركب في هذه المعركة “.
كما تحدث في الاجتماع أيضا سيريل رامافوزا، رئيس جنوب أفريقيا والرئيس الرواندي بول كاغامي، والرئيسة النرويجية إرنا سولبيرغ مؤكدين على أهمية المبادرة العالمية وضرورة التعاون بهدف تحقيق أهدافها.
ويَجيءُ انعقاد اجتماع اليوم في لحظة محورية حاسمة بالنسبة لمبادرة العالمية، حيث تم استعراض استراتيجية واستثمار محدثين فيما يتعلق بمرحلة التوسع والتنفيذ وقد أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى انعقاد حدث رفيع المستوى، بشأن هذه المبادرة في 30 أيلول/سبتمبر، خلال مداولات الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة.
ويتمثل دور المجلس في تسهيل عمل مبادرة ACT-Accelerator من خلال القيادة السياسية والدعوة لإيجاد حلول جماعية تصب في المصلحة العالمية، وتعبئة موارد إضافية.