الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

ذكرت دراسة لصندوق النقد الدولي انه في عام 2019، كان في العالم 270 مليون نسمة من المهاجرين – وهم يُعَرَّفون بالأشخاص الذين لا يعيشون في بلدهم الأم. وقد زاد السكان المهاجرون 120 مليون نسمة منذ عام 1990. غير أن نسبة المهاجرين من سكان العالم كانت في حدود 3% على مدار الستين عاما الماضية.

ومن المدهش أن نسبة المهاجرين من مجموع السكان في الاقتصادات المتقدمة ارتفعت من 7% إلى 12%، بينما ظلت نسبة المهاجرين في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية حوالي 2%.

وغالبا ما يستقر المهاجرون داخل المنطقة التي تقع فيها بلدانهم الأصلية. غير أن جزءا كبيرا من الهجرة الدولية يتم على مسافات طويلة (من جنوب آسيا إلى الشرق الأوسط، مثلاً)، وخاصةً من اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية إلى الاقتصادات المتقدمة.

وأحد الأسباب الأساسية للهجرة هو فرق الدخل بين البلدان الأصلية وبلدان المقصد. فالبلدان الأغنى تجذب عددا أكبر من المهاجرين، وخاصة من البلدان التي يشكل فيها الشباب نسبة أعلى من السكان. أما البلدان ذات المستويات الأقل من حيث متوسط نصيب الفرد من الدخل، فتشهد خروج أعداد أكبر من المهاجرين، ولكن هذه الأعداد لا تشمل السكان شديدي الفقر. ونجد أن متوسط نصيب الفرد من الدخل إذا كان أقل من 7 آلاف دولار أمريكي في البلد الأصلي، تقل الهجرة من البلدان الأقل دخلا في اتجاه الاقتصادات المتقدمة. ويشير هذا إلى محاصرة الفقر لهؤلاء السكان حتى أنهم لا يملكون الموارد الكافية لتغطية تكاليف الهجرة.   

وتفسر الحروب السبب الرئيسي للهجرة بين الاقتصادات الصاعدة والنامية – مما يؤكد أهمية القُرب الجغرافي لتدفقات اللاجئين. وأخيرا، فإن الأمر المهم لتحليل ضغوط الهجرة في المستقبل هو أن حجم السكان في البلد الأصلي هو محرك أساسي لتدفقات الهجرة.

ونخلص إلى أن المهاجرين في الاقتصادات المتقدمة يرفعون الناتج والإنتاجية على المديين القصير والمتوسط. وعلى وجه التحديد، نوضح أن زيادة قدوم اللاجئين بنسبة نقطة مئوية واحدة مقارنةً بالعمالة الكلية يرفع الناتج بنحو 1% مع حلول السنة الخامسة من هجرتهم.

ويرجع هذا إلى أن العمالة الأصلية والمهاجرة يقدمون لسوق العمل مجموعة متنوعة من المهارات يكمل بعضها البعض وتؤدي إلى رفع الإنتاجية. كذلك تشير عمليات المحاكاة التي أجريناها إلى أن متوسط دخل السكان الأصليين يستفيد من زيادة الإنتاجية التي يحققها المهاجرون، حتى وإن كانت زيادة متواضعة.

غير أن أثر الإنتاجية الإيجابي لا يكون ظاهرا في حالة اللاجئين المهاجرين إلى اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية. ويعكس هذا ما يواجه هؤلاء المهاجرين من مصاعب في الاندماج داخل أسواق العمل المحلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *