الخميس. نوفمبر 21st, 2024

إن الحق في الحصول على مياه شرب وخدمات صرف صحي مأمونة هو حق مكرس في اتفاقية حقوق الطفل وقرارات الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف، وهو حاسم الأهمية لبقاء الأطفال بقدر أهمية الغذاء والرعاية الصحية والحماية من الاعتداءات. ولكن من كوكس بازار إلى أوكرانيا إلى اليمن، بات من الواضح أن الأزمات أصبحت مطولة بصفة مطردة وأصبحت النزاعات تهدد أنظمة الخدمات الحضرية المترابطة.

ومن أجل تحسين إمكانية حصول الأطفال على مياه الشرب النظيفة، وإنقاذ الأرواح في النزاعات والأزمات، تدعو اليونيسف إلى تحقيق ثلاثة تغييرات رئيسية:

وقف الهجمات على البنية التحتية للمياه والصرف الصحي وعلى الموظفين العاملين فيها.
يمكن أن تكون الاعتداءات المتعمدة والعشوائية على مرافق المياه والصرف الصحي – وعلى إمدادات الطاقة اللازمة لعملها – انتهاكات للقانون الدولي الإنساني. وهذا ينطبق أيضاً على الحرمان المتعمد من الخدمات.

إقامة قطاع للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية قادر على توفير خدمات المياه والصرف الصحي الجيدة والمستمرة في أوضاع الطوارئ.
يتعين على قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية أن يبني قدرات فنية وتشغيلية وقدرات الموظفين ليتمكن من التصدي للأزمات التي باتت مطولة بصفة مطردة.

ربط الاستجابات الإنسانية المنقذة للأرواح بتطوير أنظمة مياه وصرف صحي مستدامة للجميع.
هذا يتطلب إقامة أنظمة بوسعها ضمان الحق في الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي لمنع تفشي الأمراض، كما يستدعي أن تتعاون المنظمات الإنسانية والمنظمات الإنمائية منذ البداية لتأسيس أنظمة تظل قادرة على مواجهة الأزمات.

وقد أطلقت اليونيسف حملة “المياه تحت القصف” في شهر آذار / مارس 2019 بغرض لفت انتباه العالم إلى 3 مجالات أساسية تكتنفها حاجة ماسة إلى التغيير لضمان الوصول الآمن والمستدام إلى خدمات المياه وخدمات الصرف الصحي في السياقات الهشة. وضمن الحملة، أصدرت اليونيسف ثلاثة تقارير.

المجلد الأول: حالات الطوارئ والتنمية والسلام في السياقات الهشة والمتأثرة بالصراع
يركّز على الحاجة إلى أن يقوم القادة باتخاذ إجراءات فورية، من أجل تسريع إيصال خدمات المياه والصرف الصحي في السياقات الهشة والسياقات المتأثرة بالنزاعات، ومن أجل منع التوترات المتصلة بالمياه بين الجماعات والكيانات السياسية، ومن أجل ضمان حق كل طفل في المياه والصرف الصحي.

المجلد الثاني: تعزيز قدرة القطاع لتنفيذ استجابة إنسانية جيدة وقابلة للتوقع

هذا المجلد مكرّس لقدرة قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية على تقديم استجابة إنسانية جيدة وقابلة للتوقّع في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. وهو يقدم خطة للتغيير وخريطة طريق لتعزيز هذه القدرة.

المجلد الثالث: الهجمات على خدمات المياه والصرف الصحي في النزاعات المسلحة وتأثيرها على الأطفال
يسلط هذا المجلد الضوء على القضايا التي يواجهها الأطفال في الحصول على المياه في أوقات الحرب. ويوضح التقرير الأثر الإنساني على الأطفال من خلال دراسة حالات من العراق وفلسطين وسوريا وأوكرانيا واليمن. 

الاعتداءات على المياه هي اعتداءات على الأطفال

على مر القرون، لطالما تعرضت موارد المياه ومنظومات توصيل مياه الشرب إلى الهجوم. وفي كثير من الأحيان، كان اعتماد البشر على المياه نقطة تُستغل أثناء النزاعات. وقد انطوت تقريباً كل حالات الطوارئ المتصلة بالنزاعات التي استجابت لها اليونيسف في السنوات الأخيرة على هجوم يعوق الحصول على المياه، سواء أكان موجهاً ضد البنى التحتية للمياه أو سبب لها الضرر العرضي أو كان ضرره بها التكتيك الذي يستخدمه طرف في النزاع للحد من إمدادات المياه للسكان المتضررين من النزاع. ودوماً في النزاعات، كانت المياه جزءاً من ساحة المعركة — تستهدف بشكل صريح أو تتأثر بالنزاع المسلح.

عندما يتم قطع إمدادات المياه عن مجتمع محلي ما، يضطر الأطفال وتضطر الأسر إلى الاعتماد على المياه غير الآمنة، أو إلى مغادرة منازلهم بحثاً عن مصدر جديد للمياه. في بعض الأحيان، يعني هذا أن على الأسر تقليل استخدامها للمياه أو تقنينها، وفي أحيان أخرى يعني اللجوء إلى شرب مياه واضحة التلوث وخطرة.

بالنسبة للأطفال، يمكن أن تكون العواقب مميتة؛ إذ لا تزال الأمراض المرتبطة بالمياه والصرف الصحي من بين الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة.

هناك طرق مختلفة تستخدم فيها المياه كسلاح، منها مهاجمة البنية التحتية للمياه أو عمال المياه أو منع الوصول إلى المياه.

الهجمات على البنية التحتية للمياه والصرف الصحي: ويشمل ذلك الهجمات المتعمدة كاستهداف الأنابيب أو صب الخرسانة في الآبار، والهجمات غير المتعمدة حينما يؤدي القصف المتهور دون محاولة تجنب البنية التحتية المدنية الأساسية إلى تدمير شبكات المياه والصرف الصحي أو إلحاق الضرر بها.

قطع تدفق المياه: يمكن أن يشمل ذلك إيقاف محطات ضخ المياه بحيث تجف الأنابيب، أو حتى قطع الأنظمة الكهربائية بحيث لا يمكن تشغيل محطة ضخ المياه.

تلويث المياه: عندما يتم تسميم مصادر المياه، يتحول الماء إلى سلاح. ويشمل ذلك رمي جثث البشر أو الحيوانات في الآبار لتلويث إمدادات المياه كتكتيك لمنع المياه الآمنة عن مجتمع محلي معين.

الهجمات على عمال المياه والصرف الصحي: عمال الإغاثة والعمال المحليون في جميع أنحاء العالم هم غالباً عرضة للخطر عند العمل في النزاعات. وقد تعرض الكثيرون للهجوم أو أصيبوا أو قُتلوا أثناء إصلاح البنى التحتية المدنية الأساسية. وحتى مجرد التهديد بالهجوم يمكن أن يردع الصيانة أو الإصلاح، تاركاً المجتمعات المحلية بدون مياه آمنة.

منع وصول المساعدات الإنسانية: في كثير من الأحيان، أثناء النزاعات، يُمنع العاملون في المجال الإنساني والإمدادات الإنسانية من الوصول إلى المجتمعات أو المناطق التي تحتاج إلى المساعدة.

لكن الهجمات التي تستهدف البنية التحتية والموظفين لا تمثل إلا اثنين من التهديدات العديدة التي قد تؤثر على وصول الأطفال إلى المياه والصرف الصحي. وفي العديد من النزاعات التي طال أمدها، لا يتم استهداف شبكات المياه والصرف الصحي فقط، ولكنها أيضاً تُهمل إما دون ترقية أو في حاجة إلى الإصلاح. وفي بعض الحالات، لم يكن هناك أصلاً نظام يفي بالغرض للمياه أو للصرف الصحي، فأدى النزاع إلى تفاقم المشكلة.

لكن المهم ألا يعيش الأطفال العالقون في النزاعات في خوف من الرصاص والقنابل. ويجب ألا يموتوا أو يعانوا مدى الحياة إذ يحرمون من خدمات المياه والصرف الصحي لأن مصدر المياه هوجم أو انقطع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *