الجمعة. مارس 29th, 2024


حذرت منظمات إنسانية من أن اليمن يتأرجح على حافة الانهيار الكامل، مع احتياج أكثر من 80% من السكان إلى مساعدات إنسانية عاجلة وحماية، في البلد الذي يعاني من ويلات الحرب والجوع ومن تهديدات صحية تفاقمها جائحة كوفيد-19.

وفي فعالية افتراضية نظمتها المملكة المتحدة والسويد، بعنوان “درء المجاعة في اليمن: ما الذي يمكن فعله الآن وفي عام 2021؟” تحدث مشاركون عن أن الآلاف من اليمنيين يتضورون جوعا، ومعرّضون لخطر الموت، ما لم يتم توفير التمويل العاجل والكافي قريبا.

وفي كلمته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، إنه يتم “تجويع” اليمنيين، بسبب حرب تدفع بالبلاد نحو المجاعة، إلى جانب اقتصاد ينهار وتمويل أقل بكثير من المطلوب.

وقال: “ما نراه الآن هو نتيجة قرارات اتخذها أصحاب النفوذ في اليمن ودول أخرى. هذا ما قصدته عندما قلت إنه يتم تجويع اليمن. هؤلاء الأشخاص أنفسهم يمكنهم بسهولة اختيار عدم تجويع اليمن”.

وقد حصلت الوكالات الإنسانية هذا العام على نصف التمويل الذي حصلت عليه العام الماضي. وأضاف المسؤول الأممي قائلا: “لهذا السبب اضطررنا إلى خفض عدد الأشخاص الذين يتلقون مساعدات غذائية وأغلقنا عيادات ومحطات مياه”.

في العام الماضي، زاد التمويل الإنساني بشكل كبير مما مكن الوكالات الإنسانية من إنقاذ حياة الملايين. وقام شركاء اليمن بضخ النقد الأجنبي في الاقتصاد مما ساعد على إبقاء المواد الغذائية والسلع الأخرى في متناول الناس. وأضاف لوكوك: “إذا أردنا تجنب حدوث مجاعة كبيرة في اليمن، فإن الناس بحاجة إلى اتخاذ قرارات مختلفة”.

بحسب اليونيسف، من بين الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة 12 مليون طفل، تحوّلت حياتهم إلى كابوس.

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، هنرييتا فور، في كلمتها الافتراضية إن اليمن قد يكون أخطر مكان على وجه الأرض يكبر فيه الأطفال: “يموت طفل كل عشر دقائق بسبب مرض يمكن الوقاية منه. مليونان خارج المدرسة، والآلاف قُتلوا أو شوّهوا أو تم تجنيدهم منذ عام. فقط الأسبوع الماضي، قُتل بحسب التقارير 11 طفلا، بينهم رضيع عمره شهر”.

وأشارت إلى أن الأزمات في اليمن متشابكة، وكل واحدة منها كفيلة بدفع البلاد إلى الانهيار.

وأضافت تقول: “النزاعات على الجبهات ارتفعت من 36 إلى 49 قتالا في عام واحد. والاقتصاد في حالة يُرثى لها، ولم تعد الأسر قادرة على التكيّف. أما أنظمة الدعم والبنية التحتية، من المستشفيات والمدارس والمياه والصرف الصحي، فهي على حافة الانهيار”.

إلى جانب جائحة كـوفيد-19، أشارت السيّدة هنرييتا فور إلى أن الفِرق الإنسانية تواجه عقبات تتراوح بين القتال والحصار والعقبات البيروقراطية للوصول إلى الملايين الذين يحتاجون إلى المساعدة.

وعلاوة على كل ذلك، تواجه البلاد أزمة غذاء: “2.1 مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد.. نعتقد أن الظروف الشبيهة بالمجاعة قد بدأت تظهر بالفعل بالنسبة لبعض الأطفال”.

وتعتزم اليونيسف الوصول إلى أكثر من 289,000 طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية في العام القادم، وتقديم العلاج لهم، ومواصلة العمل على بناء شبكات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية لدعم ذلك.

ودعت المسؤولة الأممية إلى تجديد العمل السياسي، بما في ذلك الدعم العالمي لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة بقيادة المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيثس، بوصفها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة.

بحسب المندوب اليمني الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، فإن الظروف في اليمن لم تكن في أفضل الأوضاع حتى قبل انقلاب الحوثيين واندلاع النزاع حسب تعبيره. وأشار إلى أن جائحة كوفيد-19 فاقمت المعاناة الإنسانية. وقال: “14.3 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدة”.

وحثّ المجتمع الدولي على مواصلة الدعم وتقديم التمويل للأمم المتحدة لمساعدة اليمنيين. وللتقليل من المعاناة، دعا إلى التركيز على حلول مستدامة من بينها “دعم المنتجين المحليين ومشاركتهم في الاقتصاد الوطني. من شأن ذلك أن يعود بآثار إيجابية كزيادة كمية الغذاء المنتج محليا وهو ما سيساهم في تخفيض الأسعار، وتحسين الوضع الاقتصادي محليا ووطنيا”.

وتحذر المنظمات الإنسانية من أنه إذا لم يتم توفير تمويل بشكل عاجل قريبا، فإن عدم وجود الطعام الكافي سيقود إلى أعلى مستويات من انعدام الغذاء الذي يشهده اليمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *