الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

ذكر تقرير أممي حديث أن العشرين عاما الأولى من القرن الحالي شهدت ارتفاعا هائلا في الكوارث المرتبطة بالمناخ، فيما فشلت كل الدول تقريبا في منع “موجة” الوفيات والمرض الناجمة عن جائحة كوفيد-19.

وفي إطار الدعوة العاجلة للدول للاستعداد بشكل أفضل للكوارث، من الزلازل والتسونامي إلى التهديدات البيولوجية مثل فيروس كورونا، أفاد التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالحد من الكوارث بأن الدول الغنية لم تفعل الكثير لمعالجة الانبعاثات الضارة المرتبطة بالتهديدات المناخية المتسببة في معظم الكوارث اليوم.
مامي ميزوتوري الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالحد من الكوارث قالت: “إن وكالات إدارة الكوارث نجحت في إنقاذ الأرواح عبر تحسين الاستعدادات وتفاني الموظفين والمتطوعين. إلا أن المخاطر المحتملة ما زالت تتزايد أمامهم، وخاصة بسبب الفشل الذريع من الدول الصناعية في خفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري”.
ووفقا للتقرير، الصادر بالتعاون مع مركز بلجيكا لأبحاث وبائيات الكوارث، تم تسجيل 7,348 كارثة بأنحاء العالم خلال العشرين عاما الماضية، كما لقي 1.23 مليون شخص مصرعهم، بمعدل 60 ألفا كل عام، فيما بلغ عدد المتضررين من تلك الكوارث أكثر من أربعة بلايين شخص.
وعلى الجانب الاقتصادي، أدت الكوارث إلى خسائر تقدر بـ2.97 تريليون دولار للاقتصاد العالمي. وتشير البيانات إلى أن الدول الأفقر شهدت معدلات وفيات تزيد بمقدار 4 مرات عن الدول الأغنى.
وكانت السنوات العشرون السابقة لهذه الفترة أي بين عامي 1980 و1999، قد شهدت 4,212 كارثة طبيعية، و1.19 مليون وفاة وتضرر أكثر من ثلاثة بلايين شخص وخسائر اقتصادية تبلغ 1.63 مليار دولار.

ورغم أن تحسن تسجيل المعلومات المرتبطة بالكوارث قد يفسر بعض الزيادة خلال السنوات العشرين الماضية، إلا أن الباحثين يصرون على أن الارتفاع الكبير في الأزمات المرتبطة بالمناخ هو السبب الرئيسي لتلك الزيادة.
وعلى الرغم من تعهد المجتمع الدولي في اتفاق باريس للمناخ عام 2015، بشأن خفض ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بمعدلات عصر ما قبل الثورة الصناعية، إلا أن السيدة ميزوتوري أعربت عن دهشتها لاستمرار الدول في غرس بذور تدمير البشرية، على الرغم مما يقوله العلم وتظهره الأدلة. وقالت “إننا نحول موطننا الوحيد (كوكب الأرض) إلى جحيم لا يمكن العيش فيه لملايين الناس”.
كوفيد-19
وذكر التقرير الأممي أن جائحة كوفيد-19 سلطت الضوء على الكثير من أوجه القصور في مجال إدارة الكوارث، على الرغم من التحذيرات المتكررة. وأوصى التقرير بقيام الحكومات باتخاذ عمل عاجل لتحسين إدارة مثل هذا الكوارث المتداخلة.
وتشمل المخاطر عدة عوامل مثل الفقر وتغير المناخ وتلوث الهواء، والنمو السكاني في المناطق الخطرة، والتوسع العمراني غير الخاضع للقواعد، وفقدان التنوع البيولوجي.

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام: على الرغم من أن حوادث الطقس (التي توصف بالمتطرفة) أصبحت أكثر اعتيادا خلال العشرين عاما الماضية، لم تطبق سوى 93 دولة استراتيجيات للحد من الكوارث على المستوى الوطني قبل الموعد النهائي المحدد بنهاية العام.
وأضافت أن إدارة مخاطر الكوارث تعتمد على الإرادة السياسية قبل كل شيء، والوفاء بالوعود المعلنة في اتفاق باريس للمناخ وإطار عمل سنداي للحد من مخاطر الكوارث.
وعلى الرغم من أن التقرير يشير إلى تحقيق بعض النجاح في حماية المجتمعات الضعيفة من بعض المخاطر بفضل أنظمة الإنذار المبكر الأكثر فعالية، إلا أن مستوى الاستعداد والاستجابة والارتفاع المتوقع في درجات الحرارة يهدد بضياع تلك المكاسب في الكثير من الدول كما ذكر التقرير.
ويسير العالم، في الوقت الراهن، باتجاه زيادة في درجات الحرارة تقدر بـ3.2 درجة مئوية أو أكثر إذا لم تخفض الدول الصناعية انبعاث غازات الاحتباس الحراري بنسبة لا تقل عن 7.2 في المئة سنويا خلال السنوات العشر المقبلة لتحقيق ما اتفق عليه في باريس بشأن الحد من ارتفاع درجات الحرارة كيلا يزيد عن 1.5 درجة مئوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *