الخميس. نوفمبر 21st, 2024

 جرت العادة في افتتاح مداولات الجمعية العامة، تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مباشرة بعد البرازيل التي تحتل دوما الترتيب الأول على قائمة المتحدثين في المداولات العامة.
كلمة ترمب التي كانت مسجلة كغيرها من كلمات زعماء الدول المشاركين في هذه الدورة غير المسبوقة للجمعية العامة، تطرقت إلى جائحة كوفيد-19 وهذا الصراع العالمي العظيم ضد “الفيروس الصيني” كما أسماه الرئيس الأمريكي:

“لقد أعلناها حربا مفتوحة على عدو خفي، ألا وهو الفيروس الصيني الذي أودى بحياة أعداد هائلة من الناس في 188 دولة.”
وذكر دونالد ترمب أن بلاده أعلنت عن أكبر تعبئة عامة منذ الحرب العالمية الثانية، وأنتجت بسرعة عددا غير مسبوق من أجهزة التنفس الصناعي وتشاركت الفائض منها مع أصدقائها وشركائها حول العالم.
وقال إن أمريكا كانت سباقة إلى وضع علاجات منقذة للأرواح وقد خفضت معدل الوفيات بنسبة 85 في المئة منذ نيسان/ أبريل. وبفضل الجهود الأمريكية الحثيثة، كما قال، وصلت ثلاثة لقاحات إلى مرحلة الاختبار الأخيرة.
وذكر الرئيس الأمريكي أنهم بدأوا بإنتاج كميات هائلة من تلك اللقاحات مسبقا لكي يوفروها للناس متى انتهى اختبارها. وقال:
“وأنا على ثقة بأننا سنتوصل إلى تطوير لقاح وسننتصر على الفيروس ونضع حدا للجائحة وسنبدأ عهدا جديدا غير مسبوق من الازدهار والتعاون والسلام. وإذ نسعى نحو هذا المستقبل المشرق لا بد وأن نحاسب الدولة التي أطلقت هذا الطاعون ليغزو عالمنا- الصين.”

إلقاء اللوم على دولة الصين كان السمة الطاغية على خطاب ترمب إنْ في مسألة الجائحة أو مسألة المناخ. فبحسب الرئيس الأمريكي، ترمي الصين كل عام ملايين الأطنان من البلاستيك والقمامة في المحيطات وتمارس أنشطة الصيد الجائر في مياه بلدان أخرى، وتدمر مساحات شاسعة من الشعب المرجانية، وتسمح بانتشار الزئبق السام في الجو بكميات أكبر من أي دولة أخرى في أي مكان في العالم.
وقال إن الصين تساهم أكثر بمرتين تقريبا من الولايات المتحدة في انبعاثات الكربون، وإن انبعاثاتها ترتفع بسرعة.
أما بعد انسحابه من اتفاق باريس للمناخ الذي وصفه “بالأحادي الجانب”، فقد خفضت الولايات المتحدة العام الماضي انبعاثاتها أكثر من أي طرف في الاتفاق كما قال الرئيس الأميركي.
“أولئك الذين ينتقدون سجل الولايات المتحدة البيئي الممتاز بينما يتغاضون عن التلوث الهائل الذي تتسبب به الصين، لا تعنيهم البيئة. كل ما يريدونه أن يعاقبوا أمريكا. وأنا لن أسمح بذلك

وفقا لترمب، لكي تكون الأمم المتحدة منظمةً فعالةً لا بد وأن تركز على المشاكل الحقيقية في العالم. وذلك يشمل الإرهاب، واضطهاد النساء، والعمالة القسرية، وتجارة المخدرات، والاتجار بالبشر بما في ذلك لأغراض جنسية، والاضطهاد الديني والتطهير العرقي للأقليات الدينية. وقال:
“أمريكا ستكون دوما قدوة في مجال حقوق الإنسان”، مشيرا إلى أن إدارته تنادي بالحرية الدينية وتوفير الفرص للمرأة وتشريع المثلية الجنسية ومحاربة الاتجار بالبشر وحماية الأطفال قبل ولادتهم. فالازدهار الأمريكي، هو “أساس الحرية والأمن حول العالم”، على حد قوله.
وذكر أن الولايات المتحدة أقامت شراكات تاريخية مع المكسيك وغواتيمالا وهندوراس والسلفادور لوقف “تهريب البشر”، معلنا عن وقوفه إلى جانب شعب كوبا ونيكارغوا وفنزويلا في كفاحهم العادل من أجل الحرية حسب تعبيره.

بحسب الرئيس دونالد ترمب، تعد الصفقة النووية الإيرانية صفقة “رهيبة”، لذلك كان لا بد من الانسحاب منها. وفي أعقاب ذلك، فرضت إدارته عقوبات شديدة على إيران، التي وصفها بأنها “الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم”.
من إنجازات عهده، اقتلاع خلافة داعش من جذورها، على حد قوله، حيث قتلت أمريكا مؤسسها وقائدها البغدادي. كما قال إن بلاده تخلصت “من الإرهابي رقم واحد في العالم، قاسم سليماني”، مشيرا إلى اتفاق السلام بين صربيا وكوسوفو، الذي أنجز هذا الشهر.

أما الإنجاز الأكبر والذي وصفه ب “التاريخي”، فهو دون شك كما قال، اتفاقا السلام المتعلقان بالشرق الأوسط بعد عقود من مراوحة المكان. إذ وقعت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة اتفاق سلام تاريخيا في البيت الأبيض، كما فعلت البحرين.

وأكد ترمب أن دولا كثيرة في الشرق الأوسط ستتبع، وهي -أي تلك الدول- تعرف أن ذلك سيخدم مصلحتها ومصلحة العالم، وفقا لترمب.
“هذه الاتفاقات الرائدة تمثل بداية لفجر شرق أوسط جديد. عندما قاربنا المسألة من زاوية مختلفة، حققنا نتائج مختلفة. نتائج أفضل بكثير من سابقاتها، وهذا الأسلوب الجديد أثبت جدواه.”
وأوضح الرئيس الأمريكي أن إدارته تنوي التوصل إلى مزيد من اتفاقات السلام قريبا وأنه متفائل اليوم أكثر من أي وقت مضى حيال مستقبل المنطقة، “فما من دماء بعد اليوم في الرمال. نأمل أن تكون تلك الأيام قد ولت”.

وفي إشارة منه إلى الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في إنهاء الحرب في أفغانستان، أكد ترمب أنه سيعيد الجنود الأمريكيين إلى ديارهم، قائلا:
“أمريكا تحقق المصير الذي ولدت لتؤديه كصانعة سلام. سلام يأتي من القوة. فنحن اليوم أقوى من أي وقت مضى وأسلحتنا أكثر تطورا من أي وقت مضى. أسلحة ما كنّا لنتخيلها – لا قدر الله أن نضطر إلى استخدامها.”
وأشار إلى أن بلاده أنفقت 2.5 تريليون دولار خلال السنوات الأربع الماضية على الجيش.
وذكر الرئيس الأمريكي أنه على مدى عقود اقترحت ما وصفها بنفس الشخصيات الواهنة في الولايات المتحدة حلا فاشلا تلو الآخر. وسعت إلى تحقيق طموحات عالمية على حساب مواطنيها ولكن “اهتمام الدول بمواطنيها هو المنطلق الحقيقي الوحيد للتعاون”.
وقال إنه عندما تولى الرئاسة، رفض كل مقاربات الماضي الفاشلة. وقرر وبفخر أن يضع “أمريكا في المقام الأول”، داعيا زعماء الدول إلى أن يحذوا حذوه.
وأعرب عن ثقته في أن العالم سيجتمع العام المقبل وجها لوجه بالأمم المتحدة ليحتفل بعام “سيكون من بين أعظم الأعوام في تاريخنا لا بل في تاريخ العالم أجمع”.
وختم قائلا: “بارككم الله. بارك الله أمريكا والأمم المتحدة.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *