الأثنين. نوفمبر 25th, 2024

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن استمرار جائحة كوفيد-19 لا يزال على رأس قائمة مخاوف عالمية طويلة، مشيرا إلى أن عالمنا يقترب من “أحلك” حقباته.
و قال جوتيريش إن دورة الجمعية العامة لهذا العام ستكون مختلفة عن أي دورة أخرى، نتيجة جائحة كوفيد-19 التي “لا مثيل لها”.

وأعلن الأمين العام في مؤتمره الذي يأتي قبل الأسبوع رفيع المستوى للدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة أن “تفشي المرض لا يزال خارج نطاق السيطرة”، مشيرا إلى أن حوالي مليون شخص “لقوا حتفهم نتيجة الفيروس”.

وفيما يُعلق الكثيرون آمالهم على لقاح جديد، قال الأمين العام: ” لنكن واضحين: ليس ثمة وصفة سحرية لجائحة.”

وشدد المسؤول الأرفع في الأمم المتحدة على أن “اللقاح وحده لا يمكن أن يحل هذه الأزمة، وبالتأكيد ليس في المدى القريب”. ودعا إلى “توسيع نطاق الأدوات الجديدة والحالية التي يمكنها الاستجابة للحالات الجديدة وتوفير العلاج الحيوي لكبح جماح انتقال العدوى وإنقاذ الأرواح، خاصة على مدار الأشهر الاثني عشر المقبلة”.

بالنسبة للأمين العام، هذا الفيروس “لا يحترم الحدود”. لذلك يجب على الجميع السعي من أجل إنتاج لقاح للناس يكون “منفعة عامة عالمية”، ميسور التكلفة ومتاحا للجميع. ولكن ذلك وفقا للسيد غوتيريش، يتطلب “قفزة نوعية في تمويل مسرع الإتاحة ACT  وركيزته كوفكس.”

علاوة على ذلك، يجب أن يكون الناس على استعداد لأن يتلقوا اللقاح. غير أن انتشار المعلومات الخاطئة عن اللقاحات يغذي التردد بشأن الإقدام على هذه الخطوة، ويشعل نظريات المؤامرة الجامحة، كما أشار أمين عام الأمم المتحدة.

وفي هذا السياق لفت الانتباه إلى “تقارير مقلقة” تفيد بأن عددا كبيرا من السكان في مختلف البلدان يترددون أو يرفضون تماما أخذ لقاح فيروس كورونا.
وأكد الأمين العام أنه “في مواجهة هذا المرض الفتاك، يجب أن نبذل قصارى جهدنا لوقف التضليل القاتل”.


كان السيد جوتيريش قد دعا إلى وقف إطلاق النار العالمي، مقراً بأن فيروس كورونا هو “التهديد الأمني العالمي الأول في عالمنا اليوم”.

ولفت الأمين العام الانتباه إلى أنه سيجدد هذا النداء، يوم الثلاثاء المقبل، في بداية المداولات العامة للجمعية العامة “لتعبئة كل الجهود من أجل وقف إطلاق النار العالمي ليصبح حقيقة واقعة بحلول نهاية العام”.

وتابع الأمين العام للأمم المتحدة بالإشارة إلى أن “خطوات جديدة تبعث على الأمل نحو السلام” قد تم اتخاذها، من أفغانستان إلى السودان، وأن تباطؤ القتال في سوريا وليبيا وأوكرانيا وأماكن أخرى، يمكن أن يخلق حيزا للدبلوماسية.

وذكر أنه في اليمن، يجري “الضغط من أجل وقف إطلاق النار”، وعلى الرغم من أن “انعدام الثقة العميق” عبر هذه الأزمات وغيرها، أكد الأمين العام على أهمية المثابرة في العمل.

هذا وشدد الأمين العام على أنه “يجب أن نغتنم كل فرصة في الأسابيع المقبلة وأن نقوم بدفعة جماعية جديدة من أجل السلام”.

وتطرق أمين عام الأمم المتحدة إلى نقاط ضعف عالمية أخرى، بما فيها تغير المناخ وأهداف التنمية المستدامة.
وقال: “حتى قبل تفشي الجائحة، كان العالم ينحرف بعيداً عن مساره في الجهود المبذولة للقضاء على الفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وكنا نخسر المعركة ضد تغير المناخ.”

وأشار السيد جوتيريش إلى أن النصف الشمالي “شهد للتو أسخن صيف على الإطلاق”، وأن تركيزات غازات الدفيئة في عام 2020 وصلت إلى “مستويات قياسية جديدة” و أضاف أن العالم يحترق.

غير أنه أكد أن مرحلة ما بعد الجائحة تتيح فرصة “للسير على المسار الصحيح وترويض ألسنة اللهب”، ولكنه شدد على وجوب أن يكون هذا التعافي “أخضر”، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة واتفاقية باريس للمناخ..

وقال إن الدول الأعضاء ستتبنى يوم الاثنين إعلانا بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للأمم المتحدة – تلتزم من خلاله بـ “تنشيط التعددية”.

و أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن التضامن العالمي مطلوب لتحويل الاقتصاد العالمي، والانتقال إلى انعدام الكربون، وضمان التغطية الصحية الشاملة، والتحرك نحو الدخل الأساسي الشامل، وإلى اتخاذ قرارات أكثر انفتاحا وشمولية.

وأكد أنه يرفض “المقاربات القومية المنفردة والنداءات الشعبوية المثيرة للانقسام”.

وقال السيد جوتيريش في هذا العام الذي يوافق الذكرى السنوية الخامسة والسبعين، يجب أن تقابل هذه المناسبة “بالتضامن والوحدة كما لم يحدث من قبل” للتغلب على حالة الطوارئ الحالية، وتحريك العالم، والعمل، والازدهار مرة أخرى أثناء التمسك برؤية الميثاق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *