يركز اليوم الدولي لمحو الأمية في عام 2020 على موضوع ’’محو الأمية تعليما وتعلما في أثناء كوفيد – 19وما بعدها‘‘، وبخاصة على ما يضلع به المعلمون والمعلمات من أدوار وعلى الأساليب التعليمية المتغيرة. ولذا يُسلط الموضوع الضوء على محو الأمية من منظور التعلم مدى الحياة، ولذا يركز بالتالي بشكل أساسي على الشباب والبالغين الذي إما يفتقدون مهارات القراءة والكتابة كليا أو أن مستوياتهم فيها ضعيفة. ولذا فقد كانت أزمة جائحة كوفيد – 19 تذكيرا صارخا بالفجوة بين الخطاب السياسي والواقع. فعلى الرغم من أن تلك الفجوة كانت بالفعل قائمة قبل جائحة كوفيد – 19 إلا أن لها تأثيرات سلبية على العملية التعليمية الرامية إلى محو الأمية، بل غالبا ما يكون لها عيوب عدة. وفي أثناء كوفيد – 19، غابت برامج محو الأمية للبالغين في كثير من البلدان من خطط الاستجابة التعليمية الأولية، ولذا أُغلقت معظمة تلك البرامج، مع مواصلة عدد قليل من الدورات من خلال التلفاز أو الإذاعة أو في الأماكن المفتوحة. فما هو تأثير أزمة كوفيد – 19 على برامج محو الأمية للشباب والبالغين وعلى العملية التعليمية والمشاركين فيها؟ وما هي الدروس المستفادة؟ وكيف يمكننا وضع برامج محو الأمية للشباب والبالغين في إطار الاستجابات العالمية الوطنية في أثناء مراحل التعافي وبناء القدرات على الصمود؟
وبالتطرق إلى تلك الأسئلة، يتيح اليوم الدولي لمحو الأمية لعام 2020 الفرصة للتأمل ولمناقشة كيفية استخدام طرق التدريس المبتكرة والفعالة ومنهجيات التدريس ضمن برامج محو الأمية للشباب والبالغين ولمواجهة الوباء وما بعده. وسيتيح هذا اليوم كذلك الفرصة لتحليل دور المعلم فضلا عن صياغة سياسات وأنظمة وتدابير فعالة لدعم المعلم والعملية التعليمية
يُحتفل باليوم الدولي لمحو الأمية في 8 أيلول/سبتمبر من كل عام، ويُعد فرصة للحكومات ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة لإبراز التحسينات التي طرأت على معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة، وللتفكير في بقية تحديات محو الأمية الماثلة أمام العالم. وقضية محو الأمية هي عنصر جوهري في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وجدول أعمال الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.
وتعزز أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة — التي اعتمدتها المنظمة في أيلول/سبتمبر 2015 — هدف الحصول على التعليم الجيد وفرص التعلم في أي المراحل العمرية. كما أن غاية من غايات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة هي ضمان تعلم الشباب المهارات اللازمة في القراءة والكتابة والحساب، وإتاحة فرصة اكتسابها أمام البالغين ممن يفتقدون إليها.
وكانت يونسكو أعلنت في دورتها الرابعة عشر في أثناء مؤتمرها العام الذي عقد في 26 تشرين الأول/أكتوبر 1966 يوم 8 أيلول/سبتمر من كل عام يوما دوليا لمحو الأمية بغرض تذكير المجتمع الدولي بأهمية القرائية للأفراد والمجتمعات ولتوكيد الحاجة إلى تكثيف الجهود المبذولة نحو الوصول إلى مجتمعات أكثر إلماما بمهارات القراءة والكتابة.
وجاءت فكرة هذه المناسبة الدولية نتاج فعاليات المؤتمر العالمي لوزراء التربية الذي عقد بشأن محو الأمية في العاصمة الإيرانية طهران في يومي 18 و 19 أيلول/سبتمبر 1965.
وخلُص التقرير الختامي للمؤتمر إلى: ’’ضرورة تغيير السياسات الوطنية التعليمية لتحقيق التنمية في العالم الحديث، واستقلال عدد كبير من البلدان، والحاجة إلى تحرر الشعوب تحررا حقيقا، ولضمان المشاركة الفاعلة والمنتجة في الجوانب السياسية والاجتماعية و الاقتصادية للمجتمع الإنسان، خصوصا في ظل وجود مئات ملايين البالغين من الأميين في العالم‘‘.
وينبغي أن تُتيح النظم التعليمية التدريب التعليمي لتلبية حاجات الأجيال الشابة التي لم تدخل معترك الحياة بعد، وأجيال البالغين التي لم تستفد من الحد الأدنى الأساسي من التعليم الإبتدائي.
وينبغي أن تشتمل خطط التعليم الوطنية مفاهيم التعليم للأطفال وتدريب محو الأمين للبالغين بوصفهما عنصرين متوازيين.
ومنذ الاحتفاء بأول يوم دولي لمحو الأمية في عام 1967، لم تزل الاحتفالات تقام في كل أرجاء العالم حيث يتاح للبلدان والشركاء الدفع قدما بجدول الأعمال الخاص بمحو الأمية على الصعد الوطنية والإقليمية والوطنية
و ذكر تقرير الأمم المتحدة أن 773 مليون شاب وبالغ يفتقرون إلى المهارات الأساسية في القراءة والكتابة،
و ما يقرب من 617 مليون طفل ومراهق ليس لديهم الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة والحساب؛
كما ذكر التقرير انه أثناء المرحلة الأولى من انتشار جائحة كوفيد – 19، أُغلقت المدارس مما أدى إلى تعطيل التعليم لما يقرب من 62.3 في المائة من التلاميذ في العالم، الذين يبلغ اجمالي عددهم 1.09 مليار تلميذ؛
كما ذكر التقرير ان برامج محو أمية للبالغين غابت من خطط الاستجابة التعليمية الأولية، وبالتالي ليس أمام الشباب والبالغين الذين يفتقدون للمهارت الأساسية أو مهاراتهم ضعيفة إمكانية في الحصول على ذلك النوع من البرامج