أكدت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل أن لا دولة أوروبية، حتى ألمانيا، قادرة على الصمود بمفردها. في ظل التحديات العالمية.
جاء ذلك خلال مشاركتها في ندوة في برلين نظمتها مؤسسة كونراد أديناور، تناولت مستقبل الاتحاد الأوروبي في ضوء معاهدة لشبونة. وقالت ميركل:
“نحن جميعًا، حتى ألمانيا الكبرى اقتصاديًا، نقف وحيدين في ساحة مفتوحة. لذلك، أصبح دور أوروبا الجماعي أكثر أهمية مما يُقدّر البعض.”
ودعت ميركل إلى مزيد من التضامن الأوروبي، مشددة على أن القوة الحقيقية تكمن في الوحدة، لا في الانفراد.
وفي الوقت نفسه، حذرت من مخاطر الإصلاحات غير المدروسة، داعية القادة الأوروبيين إلى الحفاظ على توازن دقيق بين المرونة والتنظيم، حتى لا يتحول الاتحاد إلى كيان معقد وغير قادر على اتخاذ القرار.
وأشارت إلى عيب مؤسسي في معاهدة لشبونة يتمثل في صعوبة إدخال تعديلات جوهرية دون عقد مؤتمر أوروبي شامل — وهو ما قد يُعيق التكيف مع المتغيرات السريعة.
كما لفتت إلى خلل ديمقراطي: ففي حين يمكن للبرلمان الأوروبي إقالة المفوضية عبر تصويت بسحب الثقة، لا يترتب على ذلك إجراء انتخابات جديدة — وهو ما اعتبرته “اختلالًا في التوازن”، لأن المساءلة السياسية الحقيقية تتطلب محاسبة الناخبين أيضًا.
وختمت ميركل بتأكيد أن مستقبل أوروبا يتوقف على قدرتها على التوحد بذكاء، والإصلاح بحكمة — قبل أن تجد نفسها عاجزة أمام تحديات لا يمكن لدولة واحدة، مهما كانت قوتها، أن تواجهها بمفردها.