الأحد. أبريل 27th, 2025

تجمّع عشرات الآلاف في ساحة القديس بطرس صباح اليوم السبت، لوداع البابا فرنسيسبابا الفقراء، في قداس مهيب.

وتوفي فرنسيس، أول بابا من أميركا اللاتينية، الاثنين الماضي عن عمر ناهز 88 عامًا إثر إصابته بجلطة دماغية، بعدما أمضى 12 عامًا حافلة بالدفاع عن المهمشين والسلام، وسعيه لجعل الكنيسة أكثر شمولًا وانفتاحًا.

أقيم القداس في الساحة المقابلة لكاتدرائية القديس بطرس، وترأسه عميد مجمع الكرادلة الكاردينال الإيطالي جوفاني باتيستا ري.

وكان فرنسيس قد أوصى أن تكون مراسم جنازته بسيطة، بعيدًا عن المظاهر الباذخة التي رافقت أسلافه، بما يتناسب مع تواضعه، مع الحفاظ على الطابع التقليدي للطقوس الدينية. 

وأدت الترانيم الغريغورية جوقة كنيسة السيستين، بمقاطع مأخوذة من قداس الموتى “ريكويم”، باللاتينية، وسط أجواء من الخشوع، واختارت الكنيسة الحفاظ على التقاليد الألفية، فقد كانت الترانيم موحدة الصوت، بلا آلات موسيقية أو توزيع معقد، تأكيدًا على البساطة التي رغب فيها فرنسيس.

ونُصبت شاشات عملاقة على طول طريق “فيا ديلا كونسيلياتسيوني” لتمكين الحشود من متابعة المراسم، وسط لافتات كتب عليها عبارات الشكر لفرنسيس، مثلشكرا لك يا فرانسيسكو“.

بينما توافد أكثر من 250 ألف شخص طوال الأسبوع لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا المسجى داخل الكاتدرائية، في مشاهد امتدت حتى ساعات الليل المتأخرة، بعد قرار الفاتيكان فتح الأبواب استثنائيًا لاستيعاب التدفق الجماهيري.

شهدت الجنازة مشاركة أكثر من 150 وفدًا أجنبيًا، في مقدمتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصل إلى روما مساء الجمعة برفقة زوجته ميلانيا، كما وصل الرئيس الأميركي السابق جو بايدن برفقة زوجته جيل.


وحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وفي ظل غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تلاحقه مذكرة توقيف دولية صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، مثّلت روسيا وزيرة الثقافة أولغا ليوبيموفا.

كما شارك رؤساء من أميركا اللاتينية، بينهم الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، المعروف بمواقفه النقدية تجاه البابا الراحل، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إضافة إلى ملوك وأمراء، أبرزهم ملك بلجيكا فيليب، وملك إسبانيا فيليبي السادس، وملك الأردن عبد الله الثاني، وأمير موناكو ألبير الثاني.

وشهدت مراسم الجنازة حضورًا ملكيًا واسعًا، من بينهم ملك بلجيكا فيليب وزوجته، وملك إسبانيا فيليبي السادس وزوجته، وملك ليسوتو ليتسي الثالث، وأمير موناكو ألبير الثاني وزوجته.

وفي السياق ذاته، فقد شهدت الجنازة أيضًا حضور شخصيات عربية بارزة، منها ملك الأردن عبد الله الثاني وزوجته الملكة رانيا، بالإضافة إلى الرئيس اللبناني جوزاف عون، وولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش.

كما أجرى الأمير ويليام، أمير ويلز، حديثًا مقتضبًا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا خلال توجهه إلى الجنازة،.

وعقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعًا على هامش الجنازة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

اتخذت السلطات الإيطالية والفاتيكانية تدابير أمنية غير مسبوقة، مع نشر أكثر من 4,000 شرطي لتأمين محيط الفاتيكان.

وأقيمت منطقة حظر طيران فوق روما، مدعومة بوحدات مضادة للطائرات المسيّرة وأنظمة تشويش للموجات اللاسلكية.

وقد تمركز قناصة على أسطح المباني المطلة على ساحة القديس بطرس، كما جُهزت طائرات مطاردة في حالة تأهب قصوى، مع تعزيز نقاط التفتيش واستخدام أجهزة أشعة سينية لفحص الحضور، وسط استنفار أمني.

نُقل نعش البابا الخشبي في موكب رسمي عبر شوارع روما عقب القداس، وسط تجمع الآلاف الذين احتشدوا على طول الطريق من ساحة القديس بطرس إلى بازيليك سانتا ماريا ماجوري.

وأصر الفاتيكان على تخصيص أماكن للفقراء والمشردين، الذين طالما اهتم بهم فرنسيس طوال فترة حبريته، في مقدمة المستقبلين عند مدخل الكنيسة.

واختار فرنسيس هذه الكنيسة، التي زارها أكثر من 100 مرة خلال سنواته، لتكون مثواه الأخير، وفاءً لعلاقة شخصية عميقة كان يكنها لها، منذ أن كان كاهنًا وكاردينالًا يزور روما، وحتى صباح اليوم التالي لانتخابه بابا عام 2013، حين ذهب ليضع باقة زهور عند مذبح العذراء.

كما فضّل أن يُدفن في زاوية متواضعة قرب كنيسة بولينا التي تضم أيقونة العذراء البيزنطية، دون أي مظاهر فخمة، بحسب وصيته، حيث طلب ألا يحمل قبره إلا نقشًا واحدًا، وهو: “فرانسيسكوس”، اسمه باللاتينية