حذر صندوق النقد الدولي من “التفكك الجغرافي الاقتصادي”، في الوقت الذي يجتمع فيه صناع القرار وقادة الأعمال في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية، المؤجّل منذ يناير الماضي، بسبب تداعيات فيروس كوفيد-19.
وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، الإثنين، إن الآقتصاد العالمي يواجه “أقوى تحدي له منذ الحرب العالمية الثانية”، فمع استمرار بعض الآثار الاقتصادية لجائحة كوفيد-19، جاءت الأزمة الروسية الأوكرانية لتزيد من حدة تلك الآثار، ما أدى إلى تراجع النمو وتسجيل التضخم مستويات قياسية في عدة عقود.
وحذرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، من أن المزيد من التفكك الاقتصادي سيكون له آثار عالمية هائلة، مما يضر بالأشخاص من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، لافتة إلى أن التجزئة التكنولوجية وحدها يمكن أن تؤدي إلى خسائر بنحو 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي للعديد من البلدان.
وأدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، إلى الضغط على الأسر في جميع أنحاء العالم، مما دفع البنوك المركزية إلى تشديد السياسة النقدية لكبح جماح التضخم، ليزيد الضغط على الدول والشركات والأسر المثقلة بالديون.
يرى صندوق النقد الدولي، إن العالم يواجه “التقاء محتمل للكوارث”، مع التهديد المستثمر من تغير المناخ وزيادة حدة التقلبات في الأسواق المالية العالمية.
وتصاعدت التوترات بشأن التجارة ومعايير التكنولوجيا والأمن لسنوات عديدة، مما يقوض النمو والثقة في النظام الاقتصادي العالمي الحالي.
تقول جورجيفا، رغم تباطؤ اقتصاد الصين وارتفاع الدولار وتأزم الأوضاع المالية، كونها عوامل مؤثرة على أداء الاقتصاد العالمي لكننا “لا نتوقع ركودًا عالميًا”.
ذكرت جورجيفا، أنّ حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية، أدت إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 1٪ في عام 2019، ونحو 30 دولة قيدت التجارة في الغذاء و الطاقه والسلع الأساسية الأخرى.
- و نصح صندوق النقد الحكومات بالعمل على خفض الحواجز التجارية لتخفيف النقص وتراجع أسعار المواد الغذائية
- وتنويع واردات الدول والشركات لتأمين سلاسل التوريد
- و تنويع الصادرات لتحسين المرونة الاقتصادية
- و و التعاون من أجل التعامل مع ديون البلدان منخفضة الدخل
- تحديث أنظمة المدفوعات المالية عبر الحدود
- و تطوير منصة رقمية عالمية لإرسال الأموال بأقل تكلفة وأقصى سرعة
وأخيرًا دعا صندوق النقد الدولي إلى سد عاجل “للفجوة بين الطموح والسياسة” بشأن تغير المناخ، واتباع نهج شامل للتحول الأخضر يجمع بين تسعير الكربون والاستثمار في الطاقة المتجددة مع تعويض المتضررين من تغير المناخ.
وخفض صندوق النقد الدولي تقديراته للنمو العالمي لعامي 2022 و2023 بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية التي ضاعفت الضغوط على الاقتصادات الهشة في “وقت خطير للغاية”.
وتوقع صندوق النقد الدولي تباطؤ النمو العالمي من 6.1% العام الماضي إلى 3.6% خلال العام الحالي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية