أكد بدر الحاي، مدير التعليم وشؤون الطلاب في أكاديمية أسباير ، على الدور الهام للأكاديمية في تطوير كرة القدم والرياضة بشكل عام في قطر، منوهاً إلى الإنجاز الذي تكلل بفوز منتخب قطر بكأس آسيا 2019، والذي يعد دليلاً واضحاً على تميز أكاديمية أسباير ونجاحها في تحقيق أهدافها في صناعة الرياضة وبناء كفاءات رياضية قادرة على تحقيق إنجازات مرموقة.
وقال الحاي إن هذا الفوز المشرف كان حصيلة جهود سنوات طويلة لتأهيل المنتخب، وعزز المكانة المتميزة للأكاديمية وأهمية برامج كرة القدم والرياضات المقدمة للطلاب والتي تؤهلهم بعد مرحلة التخرج للوصول إلى مستويات عالمية.
وأعرب الحاي عن فخره بالنجاحات التي حققتها أكاديمية أسباير على مدى السنوات الماضية، على مشيراً إليها بالحلم الذي تحقق على المستويين الأكاديمي والرياضي، والذي تجسّد في الأسماء اللامعة من الخريجين.
قيمة مضافة للرياضة في قطر
تأسست أكاديمية أسباير في العام 2004 بهدف أساسي تمثّل في أن تصبح قطر رائدة على المستوى العالمي في تطوير وتأهيل الرياضيين الشباب، حيث تتيح لنجوم الرياضة القطريين الواعدين البرامج والمناهج التي تمكنهم من تحقيق أهدافهم، إلى جانب مواصلة مسيراتهم الدراسية في المرحلتين الإعدادية والثانوية.
ويشمل منهج الأكاديمية برنامجاً لكرة القدم مخصص للفئة العمرية من 12 إلى 18 عاماً، بالإضافة إلى برامج رياضية في ألعاب القوى والمبارزة والإسكواش وتنس الطاولة. كما يتلقى الطلاب الرياضيون في الأكاديمية تدريباً متطوراً، بالإضافة إلى أفضل التدريبات في علوم ومناهج الرياضة.
وفي هذا السياق أضاف الحاي: “سعينا إلى تأسيس أكاديمية رياضية لا مثيل لها في العالم، ونفخر الآن بأكاديمية مرموقة تجمع بين التعليم والرياضة وتزخر بالكثير من المعارف والخبرات والمهارات، والتي تشكل قيمة مضافة للمشهد الرياضي في قطر والمنطقة والعالم. وقد شهدت البدايات الأولى لأكاديمية أسباير العديد من التحديات بما فيها عدم توفر المعرفة الكافية، والتي جرى التغلب عليها من خلال المبادرة وخوض التجارب الريادية، إلى أن أصبح متوفر لدينا حالياً قاعدة هامة من المعرفة في هذا المجال.”
وأوضح مدير التعليم وشؤون الطلاب أن أكاديمية أسباير تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب الموهوبين رياضياً لتمكينهم من الإبداع والتفوق على المستوى الرياضي، مع الاهتمام بتحصيلهم التعليمي والأكاديمي في ذات الوقت، مشيراً إلى أن أسباير تتبع معايير معينة يجب توفرها في اللاعبين الموهوبين، وهو ما يحدد عدد الطلاب الجدد الملتحقين بالأكاديمية والتي تضم حالياً أقل من 300 طالباً.
وتابع الحاي: “تقدم أكاديمية أسباير خدمات شاملة للطلاب من تعليم وتدريب لرياضات أساسية منها كرة القدم، وألعاب القوى، والإسكواش، وتنس الطاولة، والمبارزة، كما أن الأكاديمية تعمل بتنسيق مع العديد من الاتحادات الرياضية في البلاد، بما يضمن حصول الطلاب على الخدمات التعليمية وتطوير الأداء الرياضي في أكاديمية أسباير، فيما تتولى الاتحادات توفير الخدمات التدريبية.”
ولعبت أكاديمية أسباير دوراً رئيسياً في فوز قطر للمرة الأولى في تاريخها ببطولة كأس آسيا لكرة القدم 2019، حيث أن 70% من الفريق المتوّج باللقب كانوا من خريجي الأكاديمية، ومن بينهم حارس المرمى سعد الشيب، الذي لم تتلقى شباكه سوى هدف واحد طوال مباريات البطولة، ليحصل على جائزة أفضل حارس مرمى، وكذلك المدافعين بسام الراوي وعبد الكريم حسن وطارق سلمان، والمهاجمين أكرم عفيف والمعز علي، هداف البطولة برصيد تسعة أهداف، ليحقق رقماً قياسياً في عدد الأهداف المسجلة في نسخة واحدة من كأس آسيا.
وحول فوز جيل من خريجي الأكاديمية باللقب التاريخي؛ قال الحاي إن فوز قطر بكأس آسيا كان له أثر هائل على طلاب الأكاديمية، وأضاف: “كانت سعادة طلابنا كبيرة بهذا الإنجاز الذي لم يأتي من فراغ، حيث أن عدداً كبيراً من لاعبي المنتخب الوطني هم من خريجي أكاديمية أسباير، وهم نفس الفريق الذي فاز بكأس آسيا للشباب عام 2014 في ميانمار.”
وأكد الحاي ثقته في منتخب قطر وقدرته على ترك بصمة مميزة في المونديال أواخر العام الجاري، وخلال مشاركته في نسخة تاريخية من البطولة تقام للمرة الأولى في الوطن العربي والشرق الأوسط، معرباً عن تفاؤله بأداء مميز للمنتخب خاصة أن غالبية اللاعبين هم من خريجي أكاديمية أسباير، والتي تتميز بمنهاج وبرامج أكاديمية فريدة من نوعها، جرى إعدادها خصيصاً لتخريج سفراء يمثلون قطر على أكمل وجه في البطولات الرياضية.
وأضاف: “أنا على يقين تام أن لاعبي منتخبنا الوطني سيشكلون نموذجاً يشار له بالبنان، ولن يقتصر ذلك على الأداء رفيع المستوى في المستطيل الأخضر وحسب، بل يتعداه ليشمل التحلي بالأخلاق الرياضية والسلوك الحضاري التي اكتسبوها من الأكاديمية، وهو ما يشتهر به لاعبو العنابي في المحافل الرياضية.”
نطمح لتحقيق إنجازات كبيرة لدولة قطر
من جانبه أكد عبد الرحمن النعمة، لاعب كرة القدم والطالب الرياضي في الأكاديمية، أن فوز العنابي بلقب كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه عام 2019 شكل حافزاً له ولزملائه لبذل المزيد من الجهد والتصميم على تحقيق النجاح.
وأضاف النعمة، 17 عاماً، والذي يلعب في مركز الظهير الأيسر بمنتخب الناشئين أن الفوز بكأس آسيا كان له تأثير بالغ على طلاب الأكاديمية، الذين شاهدوا اللاعبين الكبار يحققون إنجازاً رياضياً هاماً.
وتابع النعمة:”غالبية اللاعبين في المنتخب هم من خريجي أكاديمية أسباير، وهذا الأمر عزز فينا الشغف والحلم، وجعلنا نطمح في تحقيق بطولات وإنجازات كبيرة لدولة قطر.”
ويحرص النعمة وزملائه الطلاب الرياضيون في أسباير على تطوير قدراتهم ليشكلوا الجيل القادم من نجوم كرة القدم في قطر. ودعا أقرانه إلى العمل بجد ومواصلة تحقيق أحلامهم، والوصول إلى أعلى مراحل النجاح.
وشرح لاعب فريق الناشئين بالنادي العربي، والطالب الرياضي في أكاديمية أسباير، البرنامج اليومي للأكاديمية، والذي يساعد الطلاب الرياضيين على تطوير مهاراتهم كلاعبين وطلاب، وقال: “يبدأ يومنا بتناول وجبة الإفطار ومن ثم الحصص التعليمية ويليها التمارين الصباحية. وبعد فترة الغداء نعود إلى الفصل الدراسي، ومن ثم لفترة التمارين الرياضية المسائية.”
ويركز برنامج كرة القدم في أكاديمية أسباير على تطوير أداء اللاعبين على المدى الطويل. ويبدأ ذلك بمراكز مواهب كرة القدم التابعة للأكاديمية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، حيث يحصل الأطفال الواعدون الذين تتراوح أعمارهم بين 5-8 سنوات على فرصة للتدريب في أجواء رياضية مثالية. أما اللاعبون الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و11 عاماً فهم مؤهلون للانضمام إلى فرق الناشئين التابعة لأكاديمية أسباير قبل الحصول على فرصة الانضمام إلى الأكاديمية كطلاب رياضيين بدوام كامل أو جزئي من سن 12 عاماً.
وإلى جانب كرة القدم؛ تخرج من الأكاديمية رياضيون فازوا بميداليات أولمبية مثل معتز عيسى برشم، الذي أصبح أول بطل أولمبي قطري في ألعاب القوى بعد أن تقاسم الميدالية الذهبية مع منافسه الإيطالي جيانماركو تامبيري في منافسات الوثب العالي للرجال ضمن دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 وهو سلوك يعكس القيم التي تربى عليها طلاب أكاديمية أسباير الرياضيين ونال إعجاب العالم.
يشار إلى أن أكاديمية أسباير تقع ضمن مؤسسة أسباير زون، الوجهة الرياضية المرموقة في قطر، وبجوار استاد خليفة الدولي، أحد الاستادات الثمانية التي ستشهد مباريات كأس العالم 2022، وتضم الأكاديمية أفضل مرافق التدريب الرياضي في العالم، بما فيها ستة ملاعب خارجية، وملعب داخلي واستاد معتمدين من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
عصام البنا