تنطلق اليوم أولى الورش التدريبية التي تنظمها مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان في إطار مشروع “بناة السلام في مصر” مناهضة خطاب الكراهية باسم الدين” ، خلال شهر ديسمبر 2021 ، وتستهدف الورش رفع وعي 150 طالب وطالبة من كليات وجامعات مختلفة علي مستوي الجمهورية ،ويهدف المشروع الي مناهضة ظاهرة خطاب الكراهية باسم الدين والتداعيات التابعة له ، بالإضافة إلي تعزيز دور الشباب وبناء قدراتهم وتمكينهم لتفعيل دورهم الإيجابي داخل المجتمع المصري في هذا الصدد .
ويشارك في الورش التدريبية مجموعة خبراء من رجال الدين والسياسة والفن والإعلام ، وتنقسم الورش الي مرحلتين متكاملتين ، الأولى تتضمن التعريف بمفهوم خطاب الكراهية والأسباب الجذرية وراء الظاهرة والتداعيات الاجتماعية بالإضافة إلي مناقشة دور الفن والإعلام في محاربة الفكر المتطرف ،والآليات الممكنة والجهود المبذولة لمكافحة خطاب الكراهية، أما المرحلة الثانية تكون تحت عنوان بصمتك الإيجابية في مجتمعك ، وتتضمن مناقشة الدافع للتغيير والبساطة وراء المبادرات الناجحة ،وأيضا مهارات تصميم وإعداد مبادرات مجتمعية ،وضمان نجاح المبادرة .
وفي هذا الإطار صرح الخبير الحقوقي أيمن عقيل ،رئيس مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان أن تصاعد خطاب الكراهية والتحريض على العنف سواء في بعض وسائل الإعلام أو علي مواقع التواصل الاجتماعي يتنافى مع مبادئ ومواثيق حقوق الإنسان لاسيما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. بالإضافة إلي أنه يشكل تهديدا للقيم الديمقراطية والاستقرار والسلام المجتمعي ، وأكد عقيل أن مشروع بناه السلام في مصر يهدف إلى تعزيز قيم التسامح وقبول الآخر بالإضافة إلى التوعية و الحوار التشاركي بين الشباب حيث أن خطوات بناء السلام تأتي من تمكين الشباب واستهدافهم كقادة و شركاء نشطين في بناء السلام. وأضاف أيضا عقيل أن هذا المشروع يعد المرحلة الاولي من العمل علي مكافحة العنف والتطرف العنيف للوصول الي مجتمع آمن وسالم .
وأضافت مونيكا مينا مدير وحدة البرامج والمشروعات بمؤسسة ماعت أن المؤسسة تنظم ثلاث ورش تدريبية تهدف لمساعدة الشباب على تطوير المعارف والمهارات اللازمة التي يحتاجونها ،لتطبيق وتنفيذ عدد من المبادرات المجتمعية المقترحة من قبل الطلاب لتفعيل آليات جديدة في إطار الهدف الخاص بالقضاء على خطاب الكراهية باسم الدين ، ،وهذة المبادرات من شأنها أن تحفز شعورهم بمسؤوليتهم للتصدي للعنف والدفاع عن حقوق الإنسان .
كما أكدت “مينا” أن مؤسسة ماعت تسعي إلي الاستمرار في تنفيذ الورش التدريبية والمبادرات على مستوى الجمهورية خلال عام ٢٠٢٢ وفتح قنوات للتواصل مع منظمات المجتمع المدني والشباب .
ومن الجدير بالذكر أن الورش التدريبية يتم تنفيذها في إطار التعاون بين مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان و مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (مركز كايسيد للحوار العالمي) ،وذلك استناداً لجهودهم المبذولة باستمرار لبناء السلام المحلي والدولي ومعالجة الظواهر ذات خطورة علي المجتمع لتعزيز التحاور وتبادل الثقافات بهدف تفعيل أهداف التسامح وقبول الاخر.