أظهرت أعداد كبيرة من مرضى كوفيد-19 ضعفا في الأداء الإدراكي بعد أشهر من التشخيص بالمرض، وفقًا لدراسة نُشرت، في المجلة الطبية JAMA Network Open، مما يلقي الضوء على “ضباب الدماغ”، وهي شكوى شائعة بين العديد من أصيبوا بالفيروس والذين يعانون من استمرار أعراض فيروس كوفيد-19 بعد أشهر من الإصابة.كشفت سلسلة من الاختبارات الإدراكية عن مستويات عالية من الضعف الإدراكي بين 740 مريضا أصيبوا بكوفيد-19 بعد أشهر من تشخيصهم بالفيروس (كان متوسط الوقت بين التشخيص والتقييم 7.6 شهرا.
وجد الباحثون أن حوالي ربع المشاركين واجهوا صعوبة في استرجاع الذكريات (24%)، بينما أظهر حوالي 20% سرعات معالجة عقلية أبطأ (18%) وضعفا في اللغة.
بالمقارنة مع مرضى العيادات الخارجية، كانت الاعتلالات أكثر تكرارًا بين المرضى الذين تم إدخالهم لتلقي الرعاية في المستشفيات أو خضعوا للعلاج في أقسام الطوارئ،وكان هؤلاء المرضى أكثر عرضة لإظهار ضعف اللغة وأكثر عرضة للإصابة بضعف في الذاكرة وأكثر عرضة لضعف استرجاع الذكريات.
في حين أنه من المعروف أن كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بالضعف الإدراكي بعد الإصابة بمرض شديد، قال الباحثون إن المجموعة الصغيرة نسبيا في الدراسة (كان متوسط العمر 49 عامًا) تشير إلى أن الضعف مرتبط بكوفيد-19 على وجه التحديد.
قال الباحثون إن المستويات العالية من الخلل الوظيفي التنفيذي بعد الإصابة بكوفيد-19 لها “آثار كبيرة” على العلاج طويل الأمد، وتحتاج إلى مزيد من الدراسة لتقييم التأثير المستقبلي للعدوى واكتشاف كيفية تأثير الفيروس على الدماغ.
وجد الباحثون أنه بينما أظهرت جميع المجموعات التي خضعت للدراسة معدلات أعلى من الخلل الإدراكي، فإن المرضى الذين أدخلوا إلى المستشفيات وأولئك الذين عولجوا في أقسام الطوارئ لديهم معدلات أعلى بشكل ملحوظ من الضعف في الاختبارات التي تفحص الوظيفة التنفيذية. من بين مرضى العيادات الخارجية الذين تم اختبارهم، أظهر 12% ضعفًا في استعادة الذاكرة، و16% ضعفًا في عمليات الذاكرة و13% ضعفًا في طلاقة اللغة (وهو اختبار لغة يستخدم على نطاق واسع كاختبار للوظيفة التنفيذية). في المرضى الذين عولجوا في أقسام الطوارئ، أظهر 23% و26% و21% ضعفًا في تلك الفئات، على التوالي. وبين المرضى الذين أدخلوا المستشفيات، فإن 39% و37% و35% يعانون من خلل في هذه الوظائف.
فيما كان المرضى الذين أدخلوا المستشفيات أكثر عرضة للإصابة بضعف الانتباه بنسبة 2.8 مرة مقارنة بمرضى العيادات الخارجية.
تؤكد النتائج على أهمية التلقيح. رغم أن التلقيح لا يمكنه منع جميع حالات الإصابة بفيروس كورونا، إلا أنه يقلل بشكل كبير من احتمالات الإصابة بأمراض خطيرة والدخول إلى المستشفى في حالات الإصابة النادرة مرة أخرى بالفيروس.