تحدّث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن الإنجازات والإخفاقات العالمية على مدار 75 عاما مضت، وذلك في أول خطاب افتراضي رئيسي له يلقيه في العام الجديد، مسلطا الضوء على جائحة كوفيد-19 والتغيّر المناخي والشباب والمرأة.
تأتي كلمة الأمين العام للأمم المتحدة في الحدث الافتراضي “نحن الشعوب” الذي يتخلل زيارته الافتراضية للمملكة المتحدة، تزامنا مع الذكرى الـ 75 لعقد أول اجتماع للجمعية العامة في لندن في 10 كانون الثاني/يناير 1946.
أجرت الأمم المتحدة مسحا عالميا العام الماضي، وطلبت من الأشخاص من جميع أنحاء العالم المشاركة بالتعبير عن آمالهم ومخاوفهم وأولوياتهم للعمل الدولي. وقد استجاب ما يفوق على 1.5 مليون شخص. وفي جميع المناطق، كانت أولويات الناس للتعافي من الجائحة: الوصول إلى الرعاية الصحية، ودعم الأشخاص الأكثر تضررا وزيادة التضامن بين الناس والدول.
ولبناء مستقبل أفضل، طالب المشاركون في الاستطلاع بالقيام بالعمل المناخي وحماية البيئة، والحصول على التعليم والمزيد من احترام حقوق الإنسان. كما طالبوا بدور أكبر في القرارات التي تؤثر على حياتهم، ودور أكبر في اتخاذ الإجراءات لمواجهة التحديات العالمية. كان هذا بارزا بشكل خاص لمن تبلغ أعمارهم 15 عاما أو أقل.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة موجها كلمته للشباب: “أقف معكم لأنكم تمنحونني الأمل. بإمكان الشباب – وهم يقومون – بتغيير العالم“.
وأعرب عن ثقته في إمكانية التعافي من جائحة كوفيد-19 ووضع أسس لعالم أنظف وأكثر أمانا وإنصافا للجميع ولأجيال قادمة.
وأشار الأمين العام إلى الحاجة للشراكة الدولية وتواصل المنظمات العالمية والإقليمية والعمل معا لتحقيق أهداف مشتركة. وقال: “نحتاج إلى تعددية شاملة قائمة على التمثيل المتساوي للمرأة، وتضم الشباب والمجتمع المدني والأعمال.
و سلّط الأمين العام للأمم المتحدة الضوء في خطابه على جائحة كـوفيد-19، التي كشفت، على حدّ تعبيره، عن فجوات خطيرة في التعاون والتضامن الدوليين: “رأينا ذلك مؤخرا في قومية اللقاحات، حيث تتنافس بعض الدول الغنية لشراء اللقاحات لشعوبها، دون أي اعتبار لفقراء العالم.
ودعا لأن يضع الاستثمار في التعافي الاقتصادات والمجتمعات على أسس أقوى: حقوق الإنسان والكرامة؛ التعاون السلمي؛ احترام الكائنات الأخرى على كوكبنا.
وأضاف قائلا: “إن الجائحة مأساة إنسانية – ولكنها قد تشكل فرصة. أظهرت الأشهر الماضية إمكانية حدوث تحوّلات ضخمة عندما توجد إرادة سياسية وتوافق في الآراء بشأن المضي قدما“.
بعد الحرب: “الالتزامات التي قُطعت معروفة باسم ميثاق الأطلسي، وقد أرست أسس نظام عالمي أكثر عدلا، يقوم على أساس حق كل الناس في اختيار شكل حكومتهم والتعاون وحقوق الإنسان وسيادة القانون“.
بعدها بثلاثة أعوام، في 1945 تم تكريس العديد من مبادئ وقيم ميثاق الأطلسي في ميثاق الأمم المتحدة. وتابع الأمين العام يقول: “من نواحٍ كثيرة، ثبتت رؤية مؤسسينا، ولم تحدث حرب عالمية ثالثة. ومنذ عام 1945، شهد العالم أطول فترة في التاريخ المسجل دون مواجهة عسكرية بين القوى الكبرى. هذا في حدّ ذاته إنجاز عظيم، يمكن للأمم المتحدة ودولها الأعضاء أن تفخر به بحق“.
كبرت الجمعية العامة، ونمت من 51 عضوا إلى 193 اليوم. وهي لا تزال مثالا ساطعا على التعددية — رئيس الجمعية العامة
شهدت الجمعية العامة، التي اجتمع فيها قادة الدول على مدى 75 عاما، العديد من اللحظات التاريخية والمناقشات لقضايا العصر. وكان إعلان الجمعية العامة، عام 1960، بشأن منح الاستقلال للشعوب المستعمرة علامة فارقة لتقرير المصير. ومنذ إنشاء الأمم المتحدة، نالت أكثر من 80 مستعمرة سابقة استقلالها.