أدّت الحرب التجارية التي أطلقها ترامب إلى رفع الرسوم الأميركية لأعلى مستوياتها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وسط تهديدات متكرّرة بفرض رسوم إضافية.
وتتوقع الشركات خسائر مالية تتراوح بين 21 و22.9 مليار دولار في عام 2025، إضافة إلى نحو 15 مليار دولار في عام 2026. ويُقارن هذا المجموع، البالغ أكثر من 35 مليار دولار، مع 34 مليارًا سُجّلت في مايو/ أيار الماضي عقب فرض رسوم «يوم التحرير» التي أربكت سلاسل التوريد العالمية.
ويعود الجزء الأكبر من الزيادة إلى تقديرات «تويوتا» التي بلغت 9.5 مليار دولار، في حين خفّضت شركات أخرى مثل «ريمي كونترو» و«برنود ريكار» و«سوني» توقعاتها بعد توقيع ترامب اتفاقات تجارية منخفضة الرسوم مع الاتحاد الأوروبي واليابان.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «ستيلانتيس»، أنطونيو فيلوسا، إن الرسوم الجمركية «باتت أكثر وضوحًا»، مؤكدًا أن الشركة تتعامل معها كأحد المتغيّرات ضمن استراتيجيتها، وكشف عن خطة استثمارية بقيمة 13 مليار دولار على مدى أربع سنوات في قطاع التصنيع الأميركي.
تُظهر بيانات «إل إس إي جي» أن شركات مؤشر «إس آند بي 500» يُتوقع أن تسجّل نموًا في الأرباح بنسبة 9.3% خلال الربع الثالث، مقارنةً بـ13.8% في الربع السابق، مدفوعة باستثمارات الذكاء الصناعي في قطاع التكنولوجيا. أما في أوروبا، فمن المتوقع أن يسجل مؤشر «ستوكس 600» نموًا بنسبة 0.5% فقط، انخفاضًا من 4% في الربع الثاني.
ويتركز التأثير الأكبر على الشركات التي تعتمد على بلدان لا تمتلك اتفاقات تجارية مع واشنطن، مثل «نايكي» التي رفعت تقديراتها لتأثير الرسوم من مليار إلى 1.5 مليار دولار، وشركة «تيفال» التابعة لمجموعة «إس إي بي» الفرنسية التي خفّضت توقعات أرباحها بسبب ضعف الطلب. كما حذّرت «إتش آند إم» من أن الرسوم الأميركية على الواردات ستؤثر سلبًا في هوامش أرباحها خلال الربع الممتد حتى نوفمبر.
وأكّد الرئيس التنفيذي لـ«إتش آند إم»، دانيال إرفر، أن تأثير الرسوم على هوامش الأرباح وثقة المستهلكين «واضح ومتزايد»، مشيرًا إلى أن الأسعار بدأت ترتفع فعلًا.
وفي قطاع السيارات ، أعلنت شركات كبرى مثل «فورد» و«تويوتا» و«فولكسفاغن» و«ستيلانتيس» عن تكاليف بمليارات الدولارات نتيجة الرسوم، إذ تتوقع «فورد» وحدها خسائر تراكمية تصل إلى 3 مليارات دولار.
ومع ذلك، يسود تفاؤل بين مصنّعي السيارات بعد تحرّك إدارة ترامب نحو تخفيف كبير للرسوم على الإنتاج المحلي، ما قد يقلّص جزءًا كبيرًا من هذه التكاليف.
كما بدأت شركات الأدوية، منها «فايزر» و«أسترازينيكا»، في إبرام اتفاقات جديدة للاستفادة من إعفاءات جمركية تخص أسعار الأدوية والتصنيع