علقت صحيفة “يسرائيل هايوم” الاسرائيلية على قرار مصر إلغاء حفل فرقة “سكوربيونز” (العقارب) الذي كان مقررا في القاهرة في 15 أكتوبر المقبل.
وادعت الصحيفة أن مصر “أصبحت أكثر تشددا تجاه كل ما يتعلق بإسرائيل”، في محاولة لتفسير القرار ضمن سياق سياسي أوسع.
وأشارت الصحيفة إلى أن دعم الفرقة المعلن لإسرائيل — خاصة في أعقاب أحداث 7 أكتوبر 2023 — أثار غضباً شعبياً عارماً في مصر، حيث تحول ما كان يفترض أن يكون حدثاً فنياً لموسيقى الروك إلى نقطة غليان سياسي وثقافي. ولفتت إلى أن فرقة “سكوربيونز”، رغم شهرتها العالمية ومسيرتها الفنية التي تمتد لأكثر من ستة عقود، وجدت نفسها فجأة في قلب عاصفة احتجاجية لم تكن تتوقعها.
وبحسب الصحيفة، بدأ الغضب المصري يتصاعد منذ عامين تقريباً، بعد أن نشرت الفرقة بياناً على حساباتها الرسمية في 13 أكتوبر 2023، عبّرت فيه عن “صدمة” إزاء الهجمات على إسرائيل، واصفة إياها بـ”اللاإنسانية”، ومؤكدة أن “مدنيين أبرياء سقطوا”. ولم يُشر البيان إطلاقاً إلى الضحايا الفلسطينيين أو الدمار الهائل في غزة، وهو ما اعتبره النشطاء والفنانون والمحامون المصريون إعلاناً صريحاً للانحياز السياسي لصالح إسرائيل، وتجاهلاً متعمداً لمعاناة الشعب الفلسطيني
وزاد من الاحتقان صور سابقة للفريق وهو يلوح بالعلم الإسرائيلي خلال حفلات سابقة، ما دفع مئات النشطاء إلى توقيع عريضة تطالب بإلغاء الحفل، تحت شعار: “هذه الفرقة ليست محايدة، لقد اختارت دعم الاحتلال”. وانتشر هاشتاغ #CancelScorpions كالنار في الهشيم، وامتلأت منصات التواصل بتعليقات غاضبة، منها: “كيف نستقبل من يتجاهل محرقة غزة ويصف إسرائيل فقط بـ’الضحية’؟”، و”لا مكان في مصر لمن يدعم القاتل ويتجاهل الضحية”.
وأكدت الصحيفة أن الضغط الشعبي تواصل لأسابيع، حتى أصدر مجلس الدولة المصري قراراً رسمياً بإلغاء الحفل، وهو ما نفّذته الشركة المنظمة فوراً، بإزالة كل المواد الترويجية الخاصة بحفل القاهرة من مواقعها، وحذف الموعد من الجدول الرسمي لجولة الفرقة، وإعادة أكثر من 44 ألف تذكرة للمشترين..
واعتبرت “يسرائيل هايوم” أن هذا التطور يعكس تغيّراً في المزاج المصري الرسمي والشعبي، حيث لم تعد مصر — بحسب تحليلها — تتسامح مع أي شكل من أشكال التطبيع الثقافي أو الفني مع إسرائيل، حتى لو كان عبر فرق موسيقية أجنبية لا تنتمي للدولة العبرية. ووصفت القرار بأنه “مثال على التشدد المتزايد تجاه أي رمز أو نشاط يُفهم على أنه تأييد لإسرائيل“، في وقت تشهد فيه العلاقات بين القاهرة وتل أبيب توتراً غير مسبوق على خلفية الحرب في غزة ومواقف مصر الداعمة للقضية الفلسطينية.