قُتل الناشط الأميركي اليميني تشارلي كيرك (31 عاماً) بالرصاص، بينما كان يلقي خطاباً أمام مئات الطلاب في إحدى جامعات ولاية يوتا يوم الأربعاء، في حادثة صادمة هزّت الأوساط السياسية والإعلامية وأعادت الجدل حول طبيعة الخطاب السياسي في أميركا.
وقد برز كيرك خلال العقد الأخير كأحد أبرز وجوه حركة “لنجعل أميركا عظيمة مجدداً” (MAGA)، وكمقرّب للرئيس دونالد ترامب، حيث نجح في تحويل حضوره من ناشط شاب إلى مؤثر بارز في صفوف اليمين الأميركي.
وبفضل خطابه الحاد ضد التيار الليبرالي، استطاع أن يجذب قاعدة واسعة من الشباب، ليصبح رمزاً بارزاً في ما يُعرف بـ”حروب الثقافة” التي تعصف بالمجتمع الأميركي وتعمّق الانقسام السياسي والفكري داخله.
أسّس تشارلي كيرك في عام 2012، وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، منظمة Turning Point USA، وهي مؤسسة غير ربحية تهدف إلى نشر الفكر المحافظ داخل الجامعات الأميركية.
وخلال سنوات قليلة، تحولت هذه المبادرة الطلابية إلى واحدة من أبرز الأذرع السياسية للشباب اليميني، قبل أن تتطور لاحقاً إلى لجنة عمل سياسي (PAC) قوية بدعم مبكر من دونالد ترامب جونيور ونائب الرئيس التنفيذي السابق لشركة Mutual Funds والمانح الجمهوري المعروف فوستر فرييس.
أكسبه هذا التوسع نفوذاً متزايداً داخل التيار المحافظ، ليصبح صوتاً رئيسياً في الحملة الرامية إلى استقطاب الجيل الجديد نحو أجندة الحزب الجمهوري.
وفي أعقاب مقتله، نعاه الرئيس دونالد ترامب عبر منصته “Truth Social”، واصفاً إياه بأنه “عظيم، بل وأسطوري”، مؤكداً أنه فارق الحياة بعدما أُصيب برصاصة قاتلة في العنق أثناء مشاركته في فعالية بجامعة Utah Valley ضمن جولته الخطابية المعروفة باسم “America Comeback Tour”.
ولم يقتصر نفوذ كيرك على الأنشطة الطلابية، إذ امتد إلى الإعلام عبر برنامجه الإذاعي اليومي The Charlie Kirk Show، الذي تبثه شبكة Salem Media Group المحافظة على مستوى وطني، واحتل مراتب متقدمة بين أفضل عشرة برامج إخبارية على منصة آبل للبودكاست.
كما ارتبط كيرك بعلاقة وثيقة مع ترامب، إذ شارك في عدة مؤتمرات لمنظمة Turning Point، وكان ترامب نفسه حاضراً في بعضها، كما اعتاد إعادة نشر تغريداته. كذلك، ألقى كيرك كلمات في المؤتمر الوطني الجمهوري عامي 2020 و2024، بينما نظّمت منظمته حفل افتتاح فخم لترامب في واشنطن مطلع ولايته.
وفي مشهد آخر يعكس حجم تأثيره، تولّت Turning Point توفير حافلات لنقل مئات الأشخاص إلى التجمع المعروف بـ“أوقفوا السرقة” يوم 6 يناير 2021، وهو اليوم الذي انتهى باقتحام مبنى الكابيتول.
كما موّلت لجنتها السياسية حملة ضخمة تجاوزت قيمتها 100 مليون دولار لدعم ترامب في محاولاته استمالة الناخبين الشباب في الولايات المتأرجحة خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وعلى المستوى الشخصي، كان كيرك متزوجاً من إيريكا فرانتسفي، وله منها ابنة تبلغ ثلاث سنوات وابن لم يتجاوز عامه الأول. وبعد اغتياله، وصفه ترامب في تصريح لصحيفة نيويورك بوست قائلاً: “كان صديقاً مقرباً للغاية، وشخصاً عظيماً بحق”.