ذكرت مجلة The National Interest في مقال بعنوان “التدريبات المشتركة للغواصات الصينية والروسية: كابوس استراتيجي يلوح في الأفق” أن الشراكة البحرية المتنامية بين الصين وروسيا قد تمثل تهديدا محتملا للولايات المتحدة.
وأشارت المجلة إلى أن روسيا والصين ظلتا على مر القرون دولتين منافستين، إلا أن الأحداث في أوكرانيا والالتزام المشترك بخلق عالم متعدد الأقطاب قربت مواقف موسكو وبكين. وفي هذا السياق، وصفت المجلة التدريبات المشتركة للغواصات الروسية والصينية بأنها حدث تاريخي.
وجاء في المقال أن هذه التدريبات، ضمن فعاليات “التفاعل البحري – 2025” في بحر اليابان، تؤكد تعميق العلاقات الاستراتيجية بين موسكو وبكين، بما قد يهدد الهيمنة الأمريكية في المنطقة الأوراسية.
بعد انتهاء الحرب الباردة، تقاربت الصين وروسيا في المجال العسكري، وبدأت الدوريات المشتركة السنوية منذ عام 2012. وفي حين أصبحت الدوريات المشتركة للسفن السطحية روتينا منذ عام 2021، تمثل مشاركة الغواصات علامة جديدة على ارتفاع مستوى التوافق العملياتي بين البلدين.
وشارك في الدوريات غواصات روسية وصينية متطورة: من الجانب الروسي، غواصة ديزل كهربائية من مشروع 636.3 “فارشافيانكا” (فولخوف)، المعروفة بهدوئها وأنظمتها الهيدروأكوستيكية المتطورة وقدرتها على إطلاق صواريخ “كاليبر” المجنحة. ومن الجانب الصيني، غواصة من مشروع النوع 039A مزودة بمحرك دفع مستقل عن الهواء، مما يزيد مدة بقائها تحت الماء.
ويذكر أن تشكيلا مشتركا من الغواصات الروسية والصينية أجرى تدريبات في 27 أغسطس في مياه بحر اليابان، قبل أن يمر عبر مضيق كوريا إلى بحر الصين الشرقي، حيث نفذت الغواصات مهامها سواء على السطح أو تحت الماء ضمن تفاعل مشترك متكامل.