لا يُسمح للأطباء بممارسة الطب في الولايات المتحدة إلا في الولايات التي يحملون ترخيصًا فيها. وبعد ذلك، يتعيّن على كل شركة تأمين يتعاونون معها أن تتحقق من مؤهلاتهم. هذه العملية معقّدة وتستغرق وقتًا طويلًا، وتُكلّف أكثر من مليار دولار سنويًا.
وإذا فات الطبيب موعدًا نهائيًا، فلن يتمكن من العمل مع شركة التأمين في تلك الولاية حتى يتم تصحيح الخطأ. أما إذا فُقد نموذج أساسي ضمن إجراءات الاعتماد، فالوضع لا يختلف.
يرى ديريك لو، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ميداليون Medallion، أن البرنامج الذي طورته شركته يمكنه تجاوز التعقيدات والتكرار في النظام، وتقليص الوقت والتكاليف المرتبطة بالأعمال الورقية التي صُممت أساسًا لمنع الدخلاء من ممارسة الطب وحماية المرضى، لكنها تحولت مع مرور الوقت إلى عملية مرهقة ومكلفة. في حديث مع فوربس، يقول لو: “إنها عملية مليئة بالتكرار بشكل مبالغ فيه. لا معنى لأن يتم اعتماد الطبيب نفسه 20 مرة، وإعادة العملية كل ثلاث سنوات عبر شركات التأمين ينبغي أن يكون هناك مركز موحد يعمل كجهة اعتماد مركزية لتوحيد هذه الإجراءات”.
اليوم، تُطلق الشركة الناشئة، ومقرها سان فرانسيسكو، مركزًا جديدًا يحمل اسم CredAlliance، بعد أشهر من العمل
نجحت الشركة في استقطاب عشرات من شركات التأمين، فيما كشف ديريك لو أن خمسًا من أكبر 10 شركات تأمين صحي في الولايات المتحدة تدرس الانضمام إلى هذا التحالف.
قال الرئيس التنفيذي لشركة Scan Health والمستشار في ميداليون، ساشين جاين: “تتصدى ميداليون لإحدى أكبر المشكلات الخفية. فهناك كم هائل من البيانات التي تُرسل، وعمليات تحقق من المؤهلات، معظمها مكرر ومتكرر بلا داعٍ”.
أسس ديريك لو، المدرج سابقًا في قائمة فوربس 30 تحت 30 عامًا ضمن فئة الرعاية الصحية، شركة ميداليون في عام 2020 بهدف أتمتة العمليات الإدارية والامتثال في قطاع الرعاية الصحية واليوم، وبعد حصولها على تمويل من مستثمرين، جمعت الشركة 130 مليون دولار، من بينها جولة تمويلية بقيمة 43 مليون دولار لم يُعلن عنها سابقًا في يوليو بقيادة Acrew Capital، لتصل قيمة الشركة التقديرية إلى نحو 440 مليون دولار. أما إيراداتها السنوية المتعاقد عليها، فهي تقترب الآن من 50 مليون دولار. وتشمل قائمة عملائها مستشفى Tampa General في فلوريدا بسعة 982 سريرًا، وشركة Headspace المتخصصة في الصحة النفسية الرقمية.
ويُعد اعتماد المؤهلات (Credentialing) مجرد جزء واحد من خدمات ميداليون، وهو عملية تشمل تقييم الاطباء والممرضين والمعالجين الفيزيائيين وغيرهم، للتأكد من أن تعليمهم وتدريبهم وتراخيصهم مطابقة للمتطلبات. ويُقدّر لو أن نحو 4 ملايين مزوّد رعاية صحية معتمد في الولايات المتحدة متعاقدون مع ما معدله 19 شركة تأمين لكل منهم. ما يعني أن هناك ما يقارب 25 مليون عملية اعتماد مؤهلات تُجرى سنويًا. وهي عملية ضرورية، لكنها باهظة التكاليف وتستغرق وقتًا طويلًا بالنسبة لشركات التأمين التي تديرها عادة، كما أنها مرهقة للأطباء والمؤسسات الصحية العالقة في الأعمال الورقية في وقت تعاني فيه البلاد من نقص في الأطباء والممرضين. ويضيف لو متعجبًا: “الأمر يفتقر إلى أي منطق”.
الفكرة الأساسية التي طرحها لو في مشروع مركز الاعتماد الجديد تتمثل في تجميع عمليات اعتماد المؤهلات معًا وإتاحة مشاركة التكاليف بين شركات التأمين.
و مع انضمام المزيد من شركات التأمين (التي عادةً تتحمل هذه الرسوم) إلى المركز، يمكن توزيع التكلفة بينها بشكل مشترك. إضافةً إلى ذلك، أشار لو إلى أن ميداليون قادرة على توحيد تواريخ انتهاء اعتماد الأطباء، ما يسهل متابعة المواعيد النهائية ويقلل من عبء الأعمال الورقية.
يُكمل لو: “هناك تداخل كبير بين شركات التأمين الكبرى.” موضحًا أنه بدأ يُدرك حجم المشكلة عندما كانت ميداليون تُدير بالفعل أعمال اعتماد مؤهلات بشكل فردي لكل حالة. وأضاف: “مع توسعنا، أصبح واضحًا مدى التكرار الموجود. لا يوجد أي مبرر لإعادة نفس العملية مرارًا وتكرارًا”.
أما عملاء ميداليون ضمن هذا المشروع الجديد، فيشملون CareSource، التي توفر التأمين الصحي لأكثر من مليوني شخص، وValor Health Plans، وهو برنامج تأمين صحي ضمن Medicare Advantage مصمم خصيصًا للمقيمين في دور رعاية المسنين ورغم وجود محاولات سابقة لتنسيق الاعتماد على مستوى محلي أو إقليمي، يؤكد لو أن ميداليون هي الأولى التي تتصدى لهذه المهمة على مستوى الولايات المتحدة — وهو أمر قد لا يبدو مفاجئًا، نظرًا لأن شركات رأس المال الجريء تميل عادةً إلى توسيع الأسواق لا تقليصها. لكن لو لديه رؤية مختلفة: “نريد أن نسيطر على سوق اعتماد المؤهلات، وأن نقلّصه”.