تستعد السينما الروسية لإطلاق نسخة جديدة من “الحرب والسلم“، الرواية الخالدة لليف تولستوي، وهي من إنتاج شركة “الأخوين أندرياسيان” للإنتاج السينمائي.
ومن المقرر أن يعرض الفيلم في دور العرض الروسية في 18 فبراير 2027، بحسب ما كشفت شركة التوزيع “أفلام أتموسفيرا”.
يأتي هذا المشروع الضخم كمحاولة جديدة لتقديم الملحمة الأدبية التي تُعد من أعظم الأعمال في الأدب العالمي، والتي تُدرس في المدارس وتُشكل جزءاً من الوعي الثقافي الروسي. وستُعيد النسخة الجديدة تجسيد حياة الطبقة الأرستقراطية الروسية في أوائل القرن التاسع عشر، في خضم أحداث الغزو النابليوني لعام 1812، حيث تتشابك مصائر الشخصيات بين الحب والخيانة، والشجاعة والتردد، في لحظات حاسمة من التاريخ.
يتولى الإخراج ساريك أندرياسيان، فيما كُلف بصياغة النص السيناريست أليكسي غرافيتسكي، الذي يمتلك سجلاً حافلاً في اقتباس الأعمال الأدبية والدراما التاريخية، أبرزها فيلم “أونيغين” ومسلسلا “فيليكايا” و”يني تشاري”. وتعمل الشركة المنتجة على تحقيق توازن دقيق بين الوفاء للنص الأصلي وتقديم رؤية بصرية ودرامية تناسب الجمهور الحديث.
الفيلم لا يسعى فقط إلى سرد قصة تولستوي، بل إلى إعادة إحياء عالمها بصدق وأمانة، مع احترام التفاصيل التاريخية، وعمق الشخصيات، وروح العصر. وستتولى شركة “أفلام أتموسفيرا” توزيع العمل، في خطوة تُعد مؤشراً على الطموح الكبير المعقود على المشروع.
وقد شهدت رواية “الحرب والسلم” العديد من الاقتباسات السينمائية والتلفزيونية عبر العقود، في روسيا والعالم، من إنتاجات أمريكية وألمانية وإيطالية، لكن هذه النسخة تأتي في وقت تشهد فيه السينما الروسية إقبالاً متزايداً على المشاريع التاريخية الضخمة. ويُنظر إلى هذا الفيلم كحدث ثقافي ودرامي مهم، قد يعيد طرح السؤال حول دور الأدب الكلاسيكي في صناعة السينما المعاصرة