شهد سوق القهوة العالمي تقلبات حادة خلال النصف الأول من عام 2025، مع تراجع سعر الرطل بنسبة 30.2% من ذروته البالغة 4.3 دولارات في فبراير/ شباط إلى 3 دولارات فقط بنهاية يونيو.
ويعد السعر الجديد أقل بنحو 6.3% مقارنة بسعره في بداية العام البالغ 3.2 دولارات.
يأتي التراجع على خلفية تقلّص الإمدادات، واحتمالات فرض رسوم جمركية، وتغيّرات لافتة في أنماط استهلاك القهوة عالميا
هناك أربع أنواع رئيسية من الحبوب، تتميّز كل منها بخصائص مختلفة. وتتصدر حبوب الأرابيكا المشهد بفضل مذاقها الناعم والمعقّد، إذ تمثّل نحو 60% من الإنتاج العالمي، بحسب المركز الدولي للتجارة. وتُزرع هذه الحبوب في مناطق مرتفعة ذات أمطار منتظمة، ما يجعلها أساسًا للمزج الفاخر الذي تعتمده المقاهي المتخصصة حول العالم.
أما حبوب الروبوستا، ذات النكهة القوية والمرّة ومحتواها الأعلى من الكافيين ، فهي تُستخدم على نطاق واسع في صناعة القهوة الفورية والإسبريسو، وتزداد شعبيتها في الأسواق الناشئة.
ورغم المنافسة، لا تزال الأرابيكا تتربع على عرش المبيعات، مع توقعات بوصول حصتها السوقية إلى 69.3% في عام 2025،.
تتصدر البرازيل سوق إنتاج القهوة العالمي، إذ تسهم بنحو ثلث المعروض العالمي، بما يقدَّر بـ64.7 مليون عبوة (زنّة 60 كيلوجرام ) في موسم 2024/2025.
وتأتي فيتنام في المركز الثاني بإنتاج يُقدَّر بـ29 مليون عبوة، منها 28 مليونًا من نوع روبوستا تُزرع في المرتفعات الوسطى. أما كولومبيا، المعروفة بإنتاجها الرفيع من الأرابيكا، فحلّت ثالثًا بنحو 13.2 مليون عبوة. تلتها إندونيسيا وإثيوبيا في المركزين الرابع والخامس، بإنتاج يُقدَّر بـ10.7 و10.6 مليون عبوة على التوالي.
وأثارت الرسوم الجمركية المقترحة من الولايات المتحدة — والتي تُقدَّر بـ50% على واردات القهوة البرازيلية وتدخل حيّز التنفيذ في الأول من أغسطس — حالة من الارتباك في أوساط المتداولين، الذين سارعوا إلى تسريع عمليات الشحن، بل وغيّر بعضهم وجهات السفن من كندا والمكسيك إلى الموانئ الأميركية مباشرة.
وتُعد البرازيل المورّد الأكبر للقهوة إلى الولايات المتحدة، إذ توفّر نحو ثلث احتياجاتها. وفي حال تطبيق الرسوم، قد تعيد البرازيل توجيه صادراتها إلى أسواق أخرى كأوروبا وآسيا، مما سيجبر المستوردين الأميركيين على اللجوء إلى بدائل أغلى ثمنًا من كولومبيا أو هندوراس أو فيتنام.
و تُواجه صناعة القهوة ضغوطًا متزايدة بفعل تغيّر المناخ، إذ تؤدي اضطرابات الطقس إلى تراجع المحاصيل في كبرى الدول المنتجة. ووفقًا لتقرير حديث صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، قفزت اسعار القهوة العالمية في عام 2024 إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 38.8% مقارنة بالعام السابق، نتيجة للظروف الجوية القاسية.
وحذّرت المنظمة من أن الأسعار قد تواصل صعودها في 2025 إذا استمرت أزمة نقص المعروض.