الأحد. يوليو 13th, 2025

في عالمٍ يرزح تحت وطأة اضطرابٍ متنامٍ، وانقساماتٍ اجتماعيةٍ آخذةٍ في الاتساع، وتحدياتٍ اقتصاديةٍ وبيئيةٍ لا تفتأ تلقي بثقلها، تظل البشرية توّاقة إلى قِيَمٍ تجمعها ولا تفرّقها. وبين هذه القيم، يبرز الأمل قوةً بالغة الأثر، نابضةً في وجدان الجميع على اختلاف مشاربهم. وفي هذا السياق، أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 12 يوليو يوماً دولياً للأمل، يُحتفى فيه بهذه القيمة بوصفها بوصلةً توجّه الأفراد والمجتمعات والدول نحو مستقبلٍ أكثر إشراقاً.

وإذ يُعلَن يوم الأمل الدولي، فإن الأمر يتجاوز مجرد الرمزية، ليغدو نداءً عالمياً يدعو إلى العمل. فهو يحث الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية، والمجتمع المدني، والأفراد، على تهيئة بيئات يزدهر فيها الأمل. وقد تتجلّى هذه الجهود في التثقيف العام، وحملات التوعية، والتواصل المجتمعي، ومبادرات اللطف، وتعزيز مسارات الصفح والمصالحة. وبتبنّي هذه القيم، تنشأ مجتمعات يسودها الإدماج والتعاطف والقدرة على التكيّف.

إن هذا اليوم تذكرة بأن الأمل، حتى في أحلك الأوقات، يظل قوة قادرة على التحوّل والتغيير. فهو يجسّر الفجوات، ويحرّك عجلة التقدّم، ويبعث النفس الإنسانية من سباتها. ويوم الأمل الدولي دعوة لنا جميعاً إلى أن نتوقّف برهة، نتأمّل، ونجدد التزامنا بمستقبلٍ لا يقوم على اليأس والانقسام، بل على إنسانيتنا المشتركة والإيمان الراسخ بغدٍ أفضل.