وفقا لدراسة نُشرت ، أجراها معهد ماكنزي للصحة بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، يمكن لتعزيز رفاهية الموظفين أن يسهم في توليد قيمة اقتصادية تُقدّر بنحو 11.7 تريليون دولار عالميًا، مع إمكانية رفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 1% و4% في الدول ذات الدخل المرتفع والمتوسط.
ورغم ذلك، أظهرت دراسة استقصائية شملت أكثر من 30 ألف موظف حول العالم أن 57% فقط يشعرون بأنهم يتمتعون بصحة جيدة على الصعيد الجسدي والعقلي والاجتماعي والروحي. ومع الأخذ في الاعتبار أن نحو 3.5 مليار شخص من القوى العاملة البالغة يُتوقع أن يقضوا ما يقارب 90 ألف ساعة في العمل طوال حياتهم، باتت بيئة العمل اليوم عنصرًا جوهريًا في تعزيز الرفاهية الفردية والمجتمعية على حد سواء.
ومن بين الاتجاهات الناشئة في هذا المجال، تزداد سياسات أماكن العمل الصديقة للحيوانات الأليفة انتشارًا وزخمًا.
إلى جانب دورها في تخفيف التوتر وتعزيز التفاعل الاجتماعي، تُحدث الحيوانات الأليفة في مكان العمل تحولًا إيجابيًا في ثقافة بيئة العمل، حيث تسهم في رفع مستوى الرضا، وتشجيع الموظفين على الحركة، وتعزيز الإنتاجية على المدى الطويل، بالإضافة إلى دعم جهود استبقاء الكفاءات.
تُعد شركة Nestlé Purina PetCare من الشركات الرائدة في توفير بيئة عمل صديقة للحيوانات الأليفة، إذ بدأت بالسماح بوجودها في مكاتبها منذ عام 2003. وقد كشف استطلاع أجرته الشركة في عام 2017 أن 80% من الموظفين العاملين في بيئات صديقة للحيوانات الأليفة أشاروا إلى تحسن في التوازن بين العمل والحياة، بينما أفاد 45% بأن وجود الحيوانات خلق أجواء أكثر استرخاءً. كما لاحظ نحو ربع الموظفين تحسنًا في العلاقات داخل بيئة العمل، في حين عبّر نصف الموظفين في أماكن العمل غير الصديقة للحيوانات عن تقديرهم لفكرة اعتماد هذه السياسة.
وفي الإمارات، تشهد ممارسات تعزيز رفاهية الموظفين رواجًا متزايدًا. فقد أوضحت ناتاشا هاثرال، الرئيسة التنفيذية لوكالة TishTash Communications للعلاقات العامة ومقرها دبي، في تصريح لفوربس الشرق الأوسط، أن السماح بوجود الحيوانات الأليفة في مكان العمل كان له أثر إيجابي وملموس على بيئة العمل. وقالت: “الصحة والعافية تُعدّان من أولويات وكالتنا، ونولي اهتمامًا كبيرًا بالصحة النفسية”.