الأربعاء. يونيو 11th, 2025

يعتقد مجموعة من علماء الآثار أنهم حددوابدرجة عالية من الاحتماليةموقع إحدى أشهر معجزات العهد الجديد: معجزة تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل.

في تحليل أثريّ مثير، يرجّح الباحثون أن موقع معجزة قانا الجليل قد يكون خربة قانا – وهي مستوطنة يهودية قديمة تبعد 12 كم شمال غرب الناصرة – وليس كفر قانا المعروفة (على بعد 5 كم فقط من الناصرة) كما كان يُعتقد سابقا. هذا الاستنتاج يستند إلى تقارير نُشرت في صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.

وبدأت التنقيبات في خربة قانا عام 1998 تحت إشراف البروفيسور دوغلاس إدواردز، ثم الدكتور توم ماكولو. واكتشف الفريق نظاما متشعبا من الكهوف تحت الأرض يعود للقرن الثالث الميلادي، حيث أقام المسيحيون الأوائل أماكن للعبادة. وشملت هذه الملاجئ مذابح، وجدرانا عليها رسوم صلبان، وأسماء حجاج، ونقشا كتب عليه ” كيريوس إيسو”  (الرب يسوع).

والأهم من ذلك هو العثور على أوان حجرية، وجرتين على رف في أحد الكهوف، مع مساحة تكفي لأربعة أخرى، أي ستة كما ورد في الوصف التوراتي وهو العدد المذكور في النص الإنجيلي (يوحنا 2:1-11)، ويُعتقد أن هذه الأواني احتوت الماء الذي حوّله المسيح إلى الخمر بطلب من مريم العذراء.  

يؤكد ماكولو قائلا إن “كل الأدلة تشير إلى أن خربة قانا اعتبرت موقع قانا التوراتية منذ أقدم الفترات”.

كما عُثر على عناصر من الحضارة اليهودية، وهي كنيس (بيت مدراش)، وست قطع نقدية سُكت إبّان ثورة المكابيين، مما يعزز الفرضية.

وفشلت التنقيبات بكفر قانا في الكشف عن أي آثار لاستيطان يهودي يعود للفترة الرومانية، مما يقلل احتمالية كونها موقع المعجزة. وأوضح البروفيسور جيمس تيبر أن الحجاج اختاروا كفر قانا في العصور الوسطى لقربها، بينما كانت الطريق إلى خربة قانا وعرة. لكن من الناحية التاريخية، تمتلك خربة قانا كل سمات “قانا الجليلية الحقيقية”.

وأشار جيمس تيبر قائلا إن “هذا الاكتشاف مهم ليس لأن قانا شهدت أولى معجزات المسيح، فحسب بل ولارتباطها الخاص به، وربما كانت قاعدة لحركته المبكرة”.

يذكر أن كنيسة العرس في كفر قانا تستقبل اليوم 200-800 ألف سائح وحاج سنويا. لكن البيانات الأثرية الجديدة قد تغير مسارات الحج لأن العدد المتزايد من العلماء يرجحون أن خربة قانا هي الموقع الأصلي للمعجزة.