رغم استمرار هيمنة عمالقة هوليوود على مشهد البث العالمي، تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحولًا نوعيًا في قطاع الإعلام، مع بروز منصات محلية تسعى لترسيخ مكانتها كمصادر رئيسية للترفيه، ويأتي ذلك في وقت شهد خلاله السوق صفقة لافتة في مارس الماضي، تمثلت باستحواذ شركة “وارنر براذرز ديسكفري”(WBD) على حصة الثلث في منصة OSN+ التابعة لمجموعة OSN، مقابل 57 مليون دولار.
وفي هذا الصدد، أوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة OSN، جو كوكباني، “بذلنا جهودًا كبيرة لترسيخ موقعنا كأحد أبرز مزودي خدمات البث في المنطقة، وهذه الشراكة تؤكد صحة هذا التوجه”.
وأضاف كوكباني أن الصفقة تأتي في توقيت استراتيجي، بعد مرور ثلاث سنوات على إعادة إطلاق OSN+ وتوسيع انتشارها، متزامنة مع خطط وارن برذرز لتوسيع حضورها العالمي عبر منصة Max، التي يُرتقب إعادة تسميتها إلى HBO Max هذا الصيف.
وبموجب الاتفاقية، تعتزم الشركتان الاستثمار في إنتاج محتوى محلي بجودة عالمية، يستهدف جمهور المنطقة ويلبي تطلعاته.
وفيما يتعلق بذلك، بيّن كوكباني “نسعى لإنتاج قصص تُلامس اهتمامات الجمهور الإقليمي وتُحاكي الواقع المحلي، ولكن وفق معايير إنتاج دولية، ما يفتح المجال أيضًا لتصدير هذا المحتوى عالميًا عبر منصة Max”.
و يؤكد نائب الرئيس التنفيذي والمدير الإداري لأوروبا الوسطى وتركيا والشرق الأوسط في وارن برذرز، جيمي كوك، أن الصفقة لا تقتصر على توطين المحتوى فحسب، بل تهدف إلى المساهمة الفعلية في سرد قصص نابعة من المنطقة وتعكس تنوعها الثقافي.
مع هذه الشراكة، تفتح OSN+ آفاقًا جديدة لتوسيع قاعدة جمهورها إقليميًا ودوليًا، فيما تستفيد وارن برذرز من حضور شريك محلي لفهم السوق بشكل أعمق. وتعكس هذه الخطوة نهجًا استراتيجيًا في صناعة البث، قائمًا على الدمج بين المحتوى المحلي والانتشار العالمي، في سوق تتجه تدريجيًا نحو المنافسة المحتدمة بين اللاعبين العالميين والإقليميين.