الأحد. مايو 18th, 2025

في عام 2024، عانى أكثر من 295 مليون شخص في 53 دولة وإقليما من مستويات حادة من الجوع – بزيادة قدرها 13.7 مليون شخص عن عام 2023. ومما يثير قلقا بالغا تفاقم انتشار انعدام الأمن الغذائي الحاد، الذي بلغ الآن 22.6 بالمائة من السكان الذين تم تقييمهم. ويمثل هذا العام الخامس على التوالي الذي يظل فيه هذا الرقم أعلى من 20 بالمائة.

وتضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون جوعا كارثيا (المجاعة) – بأكثر من الضعف خلال الفترة نفسها ليصل إلى 1.9 مليون شخص – وهو أعلى مستوى مسجل منذ أن بدأ التقرير العالمي حول أزمات الغذاء، عملية الرصد في عام 2016.

بلغ سوء التغذية، وخاصة بين الأطفال، مستويات عالية للغاية، بما في ذلك في قطاع غزة ومالي والسودان واليمن. وعانى ما يقرب من 38 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد في 26 أزمة غذائية.

ويسلط التقرير الضوء أيضا على زيادة حادة في الجوع الناجم عن النزوح القسري، حيث يعيش ما يقرب من 95 مليون نازح قسري – بمن فيهم النازحون داخليا وطالبو اللجوء واللاجئون – في دول تواجه أزمات غذائية مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وكولومبيا والسودان وسوريا، من إجمالي عالمي قدره 128 مليون نازح قسري.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن هذا التقرير العالمي حول أزمات الغذاء يعد بمثابة “إدانة أخرى لعالم يسير بشكل خطير خارج المسار الصحيح. تتفاقم الأزمات طويلة الأمد الآن بسبب أزمة أخرى أحدث: الانخفاض الكبير في التمويل الإنساني المنقذ للحياة للاستجابة لهذه الاحتياجات. هذا أكثر من مجرد فشل في الأنظمة – إنه فشل في الإنسانية. الجوع في القرن الحادي والعشرين لا يمكن الدفاع عنه. لا يمكننا الاستجابة للبطون الخاوية بأيدٍ فارغة وعدم مبالاة”.

وفقا للتقرير، ظل الصراع هو المحرك الرئيسي لانعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث أثر على حوالي 140 مليون شخص في 20 دولة وإقليما. وقد تأكد حدوث مجاعة في السودان بينما تشمل النقاط الساخنة الأخرى التي يعاني فيها الأشخاص من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد قطاع غزة وجنوب السودان وهايتي ومالي.

أما العوامل الأخرى فتشمل الصدمات الاقتصادية والتي تشمل التضخم وانخفاض قيمة العملة، وكانت بعض أكبر وأطول أزمات الغذاء مدفوعة بشكل أساسي بالصدمات الاقتصادية، بما في ذلك في أفغانستان وجنوب السودان وسوريا  واليمن. يضاف إلى ذلك الظواهر الجوية المتطرفة وخاصة حالات الجفاف والفيضانات الناجمة عن ظاهرة النينيو.

وفقا لتوقعات التقرير العالمي حول أزمات الغذاء، من المرجح أن تستمر صدمات الجوع حتى عام 2025، حيث تتوقع الشبكة العالمية حدوث أكبر انخفاض في التمويل الإنساني لأزمات الغذاء والتغذية في تاريخ التقرير.

ارتفعت معدلات انعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية إلى مستويات قياسية، إلا أن التمويل العالمي يشهد أسرع انخفاض له منذ سنوات، كما أن الزخم السياسي يتضاءل.

وأكد التقرير أن كسر حلقة الجوع وسوء التغذية المتزايدين يتطلبان خطوات جريئة تعطي الأولوية للإجراءات القائمة على الأدلة والتي تركز على التأثير. وهذا يعني تجميع الموارد وتوسيع نطاق ما ينجح ووضع احتياجات وأصوات المجتمعات المتضررة في صميم كل استجابة.

بالإضافة إلى المساعدات الطارئة، توصي الشبكة العالمية لمكافحة أزمات الغذاء بالاستثمار في النظم الغذائية المحلية وخدمات التغذية المتكاملة لمعالجة نقاط الضعف طويلة الأجل وبناء القدرة على الصمود في وجه الصدمات – خاصة في المناطق المعرضة للأزمات حيث تعتمد 70 بالمائة من الأسر الريفية على الزراعة في معيشتها وغذائها.