الخميس. مايو 15th, 2025

طائرة بوينج 747-8 لرجال الأعمال، المعروفة باسم P4-HBJ، تُجسد بكل تفاصيلها تحفة هندسية أقرب إلى قصر محلّق منها إلى وسيلة نقل.

حين طُرحت للبيع عام 2020 تحت رقم التسجيل A7-HBJ، وصفها عشاق الطيران بأنها “قصر في السماء”. والفضل في ذلك يعود إلى التصميم الداخلي الفريد الذي صاغته دار التصميم الفرنسية “كابينيت ألبرتو بينتو”، حيث يزدان الطابق العلوي بجناح رئيسي يضم سريرًا ملكيًا وحمامًا فخمًا وصالة خاصة، يجاوره جناح ضيافة ومكتب أنيق، إلى جانب مساكن الطاقم. 

أما الطابق السفلي، فينبض بالحياة عبر صالات رحبة، وقاعة اجتماعات مصممة بذوق رفيع، ومقاعد جلدية بدرجات الكريمي والبني، قادرة على استيعاب 89 راكبًا براحة استثنائية.

تُضفي التفاصيل الراقية لمسات فنية، من السجاد اليدوي الفاخر الذي نسجته شركة “تاي بينغ كاربتس”، إلى أعمال الفنان الأميركي ألكسندر كالدر التي تزيّن الجدران. وبينما يلتزم التصميم الخارجي بالهيئة الأنيقة لطائرات 747-8، يُتوقع أن يحمل شعارًا خاصًا يعبّر عن أصولها القطرية.

حاليًا، ترسو الطائرة في منشأة متقدمة بمدينة سان أنطونيو بولاية تكساس، حيث تخضع لعملية إعادة تهيئة شاملة لتتناسب مع المعايير الصارمة للطائرة الرئاسية الأميركية.

وتُشرف على هذه التعديلات شركة L3Harris Technologies، المتخصصة في أنظمة الدفاع والاتصالات، إذ يتم تزويدها بتحديثات أمنية متقدمة، رغم افتقارها لبعض الميزات الاستراتيجية مثل إمكانية التزود بالوقود جوًا”.

وقد تستغرق هذه العملية سنوات، لكنها تمثل تحولًا جوهريًا في وظيفة الطائرة، من رمز للترف الخاص إلى أداة رسمية تحمل على متنها ثقل الدولة الأميركية.

هذه الطائرة ليست مجرد وسيلة نقل فاخرة، بل قطعة من التاريخ السياسي والدبلوماسي الخليجي، تحمل إرثًا ملكيًا يليق بمن رافقهم عبر العواصم العالمية، ففي أبريل/نيسان 2012، دخلت طائرة بوينغ 747-8 الخدمة ضمن أسطول الخطوط الجوية القطرية المخصص لنقل كبار الشخصيات، مسجلة حينها باسم A7-HJA، قبل أن يُعاد تسجيلها في عام 2015 باسم A7-HBJ.

كانت الطائرة تحت تصرف الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء القطري الأسبق ورئيس صندوق الثروة السيادية في قطر، حيث استخدمت في نقل أفراد العائلة الحاكمة وكبار الشخصيات في مهام رسمية ودبلوماسية.

واستمرت في أداء هذا الدور حتى ديسمبر 2023، حين انتقلت ملكيتها إلى شركة Global Jet Isle of Man، وهي شركة طيران خاص مسجلة في ولاية قضائية تُعرف بإعفاءاتها الضريبية، ليُعاد تسجيلها تحت الرمز P4-HBJ – في إشارة رمزية تحمل الأحرف الأولى من اسم العائلة القطرية الحاكمة، بحسب شبكة بلومبيرغ.

لكن مسار هذه الطائرة اتخذ منعطفًا لافتًا في 14 فبراير 2025، حين حلّقت من الدوحة إلى مطار ويست بالم بيتش، على مسافة لا تتجاوز عشر دقائق من منتجع “مارالاغو” الذي يملكه ترامب. وفي اليوم التالي، حلّق ترامب بها شخصيًا فوق سماء فلوريدا في رحلة تجريبية استغرقت 72 دقيقة، في ما بدا اختبارًا شخصيًا قبل إضفاء الطابع الرسمي على الهدية.