أثّر الاتفاق التجاري الجديد بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة بالإيجاب في مختلف القطاعات التجارية في البلدين، وهو ما دفع محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، إلى اعتبار الاتفاق التجارب المبرم بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة تطورًا إيجابيًا، لكنه أشار إلى أن الرسوم الجمركية على معظم الصادرات البريطانية إلى أميركا لا تزال أعلى مما كانت عليه قبل بدء التوترات التجارية الأخيرة.
تأثر قطاع السيارات البريطاني مباشرة بعد الإعلان عن الصفقة التي تضمنت بندًا بفرض تعريفة جمركية بنسبة 10% فقط على أول 100,000 سيارة تُصدّر إلى السوق الأميركية، بدلًا من النسبة السابقة البالغة 27.5%، وهو ما يغطي فعليًا 99% من حجم التجارة الحالية.
ووصفت شركة جاجوار لاند روفر الاتفاق بأنه “تقدّم كبير”، نظرًا إلى ما يحمله من إشارات إيجابية على صعيد الاستثمارات طويلة الأجل واستقرار المبيعات في السوق الأميركية، كما أكدت نائبة الرئيس التنفيذي للشركة، باربرا أكونر، أن هذه الخطوة ستعزز ثقة المستثمرين والمورّدين في قطاع السيارات البريطاني.
وحققت شركة رولز رويس مكاسب ملحوظة بحصولها على إعفاء جمركي لصادرات محركات الطائرات، ما أسهم في ارتفاع سهمها بنسبة 3.6%، وسط توقعات بأن تؤدي هذه الخطوة إلى تعزيز الطلب المستقبلي وتقليل حالة عدم اليقين بشأن تكاليف الإنتاج.
ومن جهتها، استفادت شركة بوينج الأميركية من الزخم ذاته، إذ ارتفع سهمها بنسبة 2.8% بعد تقارير عن صفقة طيران جديدة بقيمة 10 مليارات دولار مع مجموعة IAG، الشركة الأم للخطوط الجوية البريطانية، في إشارة إلى استمرار التعاون الاستراتيجي بين قطاعي الطيران في البلدين.
أما شركات الصلب، فقد كانت من بين المستفيدين أيضًا، وعلى رأسها “تاتا ستيل المملكة المتحدة”، التي أصبحت صادراتها السنوية إلى السوق الأميركية – والبالغة 370 مليون جنيه إسترليني (نحو 462.5 مليون دولار أميركي) – في وضع أكثر استقرارًا بفضل الترتيبات الجديدة.
ورغم هذه المكاسب، لم يخلُ الاتفاق من التحديات؛ إذ لا تزال صادرات الأغذية والمشروبات البريطانية خاضعة لتعريفة جمركية بنسبة 10%، بينما عبّر المزارعون المحليون عن قلقهم من احتمال تدفق منتجات مدعومة من الولايات المتحدة مثل الإيثانول واللحوم، ما قد يشكّل ضغطًا على القطاع الزراعي في السوق البريطانية.