تشير تقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إلى أن تجارة السلع المقلدة تبلغ قيمتها أكثر من 500 مليار دولار سنويا، أي ما يعادل 2.5% من التجارة العالمية
وتعد منتجات الأزياء والسلع الفاخرة من أكثر الفئات استهدافا، إذ تمثل 60% من عمليات الضبط الجمركي للمزيفات. في هذا السياق، تواجه متاجر التخفيضات تحدياً كبيراً يتمثل في اختراق المنتجات المقلدة بين البضائع الأصلية، ما يهدد ثقة المستهلك وسمعة العلامات الفاخرة بشكل خاص.
تعتمد العلامات التجارية الكبرى استراتيجيات مدروسة للحفاظ على سمعتها مع التخلص من الفائض بطريقة مربحة. بعضها يخصص خطوط إنتاج خاصة بمتاجر التخفيضات، تكون بجودة أقل قليلا لكنها تحمل نفس الشعار والهوية، بينما تبيع أخرى منتجات من مواسم سابقة بأسعار مخفضة.
وتتعامل بعض العلامات مع متاجر التخفيضات بالجملة، حيث تشتري هذه المتاجر البضائع بالطن أو بالقطع الكبيرة بأسعار زهيدة ثم تعيد بيعها. لكن المشكلة تكمن في أن بعض المتاجر غير الرسمية قد تخلط بين المنتجات الأصلية والمقلدة، بما يضع العلامة التجارية في موقف حرج ويخدع المستهلك.
تستغل بعض متاجر التخفيضات ثقة العملاء لبيع بضائع غير أصلية تحت غطاء العلامات التجارية المعروفة. من بين أساليب الغش الشائعة، استخدام مواد رديئة في التصنيع، أو تقليد العلامات التجارية بطريقة محترفة يصعب كشفها.
وتعتمد بعض المتاجر على شهادات مزورة أو تغليف يشبه المنتج الأصلي تماما.
وللحد من هذه الممارسات، ينصح الخبراء العلامات التجارية بتعزيز الرقابة على متاجر التخفيضات المعتمدة لديها، وضرورة تشديد الحكومات العقوبات على المتاجر التي تروج للبضائع المقلدة.
واليوم مع رواج الذكاء الصناعي، ودخوله إلى مختلف القطاعات، بات من السهل على التجار استخدام التكنولوجيا مثل رموز QR أو الشهادات الرقمية التي تتيح للمستهلك التأكد من أصالة المنتج قبل الشراء.
تمثل تجارة المنتجات المقلدة أزمة عالمية كبرى تتراوح خسائرها بين 1.7 إلى 4.5 تريليون دولار سنويا، ما يعادل حجم اقتصاد دول كبرى، كما تتسبب بفقدان 2.5 مليون وظيفة عالميا.
وتعد الولايات المتحدة الأكثر تضررا حيث تشتري 60% إلى 80% من السلع المقلدة عالميا، بينما تعاني العلامات التجارية الكبرى، خصوصًا في قطاعي التجزئة والرفاهية من تآكل الثقة بنسبة 52% لدى المستهلكين بعد شراء منتجات مزيفة.
وفي هذا السياق، تواجه الشركات تحديين رئيسيين يتمثلان في: سرقة الملكية الفكرية وحماية السمعة، ما دفع علامات معروفة مثل نايكي إلى وقف بيع منتجاتها على منصات مثل أمازون.
ولمجابهة هذه الأزمة، تعتمد الشركات تقنيات متطورة تشمل أنظمة التتبع عبر سلاسل التوريد، رقاقات NFC، رموز QR مخفية، أصباغًا غير مرئية، ورقاقات رقمية مرتبطة بمحافظ إلكترونية عبر تقنية البلوك تشين.
كما تساعد طباعة الرموز المتغيرة والشفافية الرقمية في تعزيز حماية العلامات التجارية، حيث تتيح هذه الحلول التكنولوجية تتبع المنتج من المصنع إلى المستهلك النهائي، مع الحفاظ على التفاعل مع العملاء وجمع البيانات الاستخباراتية .
ينصح الخبراء المتسوقين باتباع عدة خطوات للتأكد من أن المنتج الذي يشترونه أصلي وليس مزيفا، أبرزها:
1- البحث عن متاجر التخفيضات المعتمدة من العلامة التجارية نفسها، حيث تعلن العديد من الماركات عن قائمة المتاجر الرسمية على مواقعها الإلكترونية.
2- فحص جودة المنتج بدقة، مثل الغرز في الملابس أو المواد المستخدمة في الأحذية، فغالبا ما تكون المنتجات الأصلية أكثر دقة في التصنيع.
3- الانتباه إلى السعر، فإذا كان الخفض كبيرا جدا، قد يكون ذلك مؤشرا على أن المنتج غير أصلي.
4- الاستعانة بالتطبيقات أو المواقع التي تتيح التحقق من أصالة المنتجات عبر الأكواد أو الباركود.