مع بلوغ إدارة ترامب يومها المئة، تكبدت سوق الأسهم الأميركية أسوأ بداية سنوية منذ خمسة عقود، وسط تصاعد الحرب التجارية وتوترات اقتصادية متزايدة.
ونتيجة لذلك، تراجعت مؤشرات ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز الصناعي بنحو 8% منذ 20 يناير/كانون الثاني، لتلقي بظلالها على ثروات كبار المستثمرين والمليارديرات في البلاد.
كان إيلون ماسك من بين أكثر المتضررين، إذ خسر نحو 45 مليار دولار من ثروته منذ اليوم التالي لتنصيب ترامب. وبعد اشتباك علني مع بيتر نافارو، أحد أبرز مهندسي سياسة التعريفات الجمركية، هدد ماسك بتنحيه عن دوره في وزارة كفاءة الحكومة، ليعيد تركيزه إلى إدارة “تسلا”، التي انخفض سهمها بواقع 33%.
ولا يختلف الحال كثيرًا بالنسبة لعدد من أبرز رجال الأعمال الأميركيين، إذ خسر كل من مؤسس “أمازون”، جيف بيزوس، ومؤسس “ألفابت”، وسيرجي برين، ومؤسس “ميتا”، مارك زوكربيرج، ما مجموعه 83 مليار دولار مجتمعين منذ حفل التنصيب.
انضم لاري إليسون، مؤسس “أوراكل”، إلى قائمة أكبر الخاسرين، بعد أن تراجعت ثروته بمقدار 28 مليار دولار، رغم مشاركته المبكرة في مبادرة بقيمة 500 مليار دولار للذكاء الصناعي بالتعاون مع إدارة ترامب. بينما خسر ستيفن شوارزمان، الشريك المؤسس لـ”بلاكستون”، نحو 11 مليار دولار، رغم عودته إلى دعم ترامب بعد تردده في البداية.
بالمجمل، خسر نحو 800 ملياردير أميركي ما يقرب من 300 مليار دولار منذ بداية الولاية الجديدة، في انعكاس مباشر لحالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق الأميركية.
ورغم التحديات، برز بعض الرابحين، حيث حافظ وارن بافيت على أداء قوي بفضل السيولة الكبيرة التي تحتفظ بها “بيركشاير هاثاواي” (334 مليار دولار نقدًا وما يعادله)، مما دعم ارتفاع سهمها بنسبة 13%، وأدى إلى زيادة ثروته بنحو 20 مليار دولار منذ يناير.
كما حقق كل من بيتر ثيل وألكسندر كارب مكاسب بلغت 4.9 و3.6 مليار دولار على التوالي، مدعومة بالأداء القوي لشركة “بالانتير”، التي تصدرت قائمة الأسهم الأكثر تداولاً بفضل عقودها الحكومية في مجال الدفاع وتحليل البيانات