بلغت قيمة سوق الفن العالمي في عام 2024، 57.5 مليار دولار، وفقًا لتقرير آرت بازل ويو بي إس 2025، وهو رقم يعكس تراجعا بنسبة 12% مقارنة بعام 2023، لكنه يكشف في الوقت نفسه عن مؤشرات إيجابية، مثل زيادة عدد المعاملات بنسبة 3%، ما يؤكد استمرار الحيوية في القطاع، خصوصا في شريحة الأعمال متوسطة ومنخفضة السعر.
و شهد سوق الفن في عام 2024 تراجعا في قيمته الإجمالية للعام الثاني على التوالي، مدفوعا بعدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، فضلا عن تباطؤ سوق السلع الفاخرة بعد الطفرة التي أعقبت جائحة كوفيد-19. ومع ذلك، فإن هذا التراجع لم يمنع من ظهور تحولات عميقة داخل السوق، حيث شهدت الأعمال الفنية التي تقل قيمتها عن 50 ألف دولار نموًا ملحوظا في حجم التداول.
تمكنت الولايات المتحدة من الحفاظ على موقعها كأكبر سوق للفن عالميا، حيث سجلت مبيعات بلغت 24.8 مليار دولار، مسيطرة على 43% من الحصة السوقية العالمية، رغم انخفاضها بنسبة 9% عن عام 2023. وفي أوروبا،
استعادت المملكة المتحدة مركزها الثاني بحصة 18% من السوق، بينما تراجعت الصين إلى المركز الثالث بعد انخفاض مبيعاتها بنسبة 31%، لتظهر الأرقام انعكاس التحديات الاقتصادية التي تواجهها.
أما فرنسا، فقد حافظت على مركزها الرابع بحصة 7%، في حين ظهرت بعض الأسواق الآسيوية، مثل اليابان، كاستثناء إيجابي بتسجيلها نموا طفيفا بنسبة 2%، مخالفة الاتجاه العام للانكماش.
على الرغم من انخفاض المبيعات الإلكترونية بنسبة 11% في 2024، إلا أن البيع عبر المنصات الرقمية لا يزال أعلى بنسبة 76% مقارنة بعام 2019، ليؤكد استمرار التحول الرقمي في سوق الفن. وقد ازدهرت بشكل خاص المواقع الإلكترونية الخاصة بالتجار وقنواتهم الرقمية، ما يدل على تفضيل الجمهور للتعامل مع منصات موثوقة. من ناحية أخرى، استمر تمثيل الفنانات في التحسن، حيث وصل إلى 41%، بزيادة 6% منذ 2018، مما يعكس تحولا ثقافيا نحو مزيد من التنوع والشمول في عالم الفن.