نظمت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق فعالية تحت عنوان “التنمية المستدامة في الدول العربية المتأثرة بالنزاعات…نحو جهود مشتركة وتحرك جماعي” خلال أيام الأسبوع العربي للتنمية المستدامة.
وبتنسيق من السيد عبد الرحمن باشا مدير البرامج والمشروعات بمؤسسة ماعت للسلام، ركزت الجلسة على مجموعة من المحاور المتنوعة، حيث ناقش دكتور صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني – كأول المتحدثين – دور الفكر الغربي في عولمة القيم الاستعمارية في المنطقة، مشيرًا إلى دور الفكر الاستعماري في تدمير كافة سبل تعزيز الهوية والتنمية داخل مجتمعات فلسطين المحتلة وكلا من غزة والضفة كأحد الخطط الاستعمارية المكررة وهو الأمر الذي خلق سياقات جديدة للتفكير في الأطر التنموية بحيث تشمل تنمية داعمة للتحرير، وتنمية داعمة ومعززة لهوية المواطنين المحليين، وتنمية داعمة للوحدة القومية الفلسطينية، كما سلط الضوء على أهمية خلق نظام اقتصادي مختلط يركز على المزج بين الإعلاء من قيمة الإنسان وتحقيق التنمية الاقتصادية في الوقت ذاته، موضحًا أن الدولة المصرية والمملكة العربية السعودية كان لهما نماذج تنموية ناجحة في هذا الاطار.
بينما أشار السيد فادي وليد عاكوم الكاتب والمحلل السياسي اللبناني إلى اهمية النظر للتنمية من اطر حديثة تشمل ثلاث اضلاع وهي الخطط التنموية المدروسة وجهود المجتمع المدني والعمل والتوعية الاعلامية، مشيرا إلى ان احد عوامل ضعف المعرفة بالفكر والممارسات التنموية في المجتمعات المحلية ناتجة عن عدم وجود جهود اعلامية للتعريف بها وخلق حشد ومناصرة لها، في السياق ذاته سلط الضوء على واقع التنمية المستدامة في المجتمع اللبناني الذي يعاني من تعقيدات كبيرة ناتجة عن تقسيمه الديمغرافي والمذهبي وهو الأمر الذي عرقل من توسع جهود التنمية بصورة افقية داخل المجتمع، موضحًا دور الحكومات في دفع عجلة التنمية من خلال أخذ الخطوات الأولى وهو ما حدث في التجربة اللبنانية حيث أخذت الحكومة برئاسة رئيس الوزراء رفيق الحريري الخطوة الأولى لدفع الفكر التنموي وهو ما سجع المجتمع المدني لاستكمال الخطوات.
بينما جاء حديث دكتورة هبة الحريري مسئولة الأراضي والمياه بمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) مركزًا على مناقشة تحديات الامن المائي والغذائي داخل مجتمعات النزاع العربي، مشيرة إلى ان المجتمعات العربية تعاني بالفعل من ازمات ندرة المياه، ولذلك مثلت النزاعات عنصر خطورة غير مسبوق التأثير على دول المنطقة، حيث كان لها دور في تعطيل انظمة المياه والغذاء والزراعة في المجتمعات المحلية، كما سلطت الضوء خلال حديثها عن دور النزاعات في خلق ازمات متعددة الأبعاد، وعلى رأسها النزوح القسري الذي يختبر خلاله النازحين حالة انعدام شبه كاملة للموارد، وهو ما كان له دور في خلق توجهات تنموية جديدة تشمل العمل على تبني خطط تنموية مبتكرة وتبني استراتيجيات طارئة متخصصة بما يتناسب مع واقع واحتياجات كل مجتمع يعاني من النزاع، كما ناقشت دور منظمة الفاو في دراسة الاحتياجات الغذائية لمجتمعات النزاع ودعم الاسر السودانية من خلال الاغاثات الطارئة ودعم سبل إدارة الموارد المائية في حوض صنعاء في اليمن.
يذكر ان الأٍسبوع العربي للتنمية المستدامة ينعقد هذا العام ما بين 24 – 27 نوفمبر، تحت عنوان “حلول مستدامة ومستقبل أفضل” تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.