اعلن فريق من الباحثين إن تلوث الهواء يشكل آفة بيئية لسكان المدن منذ الثورة الصناعية، وقد ارتبط بحالات صحية، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب ومرض باركنسون.
وصمم فريق من علماء جامعة ليدز وجامعة إدنبرة وجامعة ولاية كارولينا الشمالية ومكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، الرسوم البيانية من خلال دمج البيانات من المحاكاة الحاسوبية وملاحظات الأقمار الصناعية، لتقدير التركيزات المتغيرة لتلوث الجسيمات منذ خمسينيات القرن التاسع عشر.
ويعرف تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة، والذي يُسمى أيضا تلوث PM2.5، بأنه مزيج من الجسيمات السائلة والصلبة الصغيرة، مثل السخام أو الغبار أو الأوساخ أو الدخان. ونظرا لحجمها شديد الصغر، فيمكنها اختراق الرئة ودخول مجرى الدم
وتوصي منظمة الصحة العالمية بأن لا يتجاوز متوسط التركيز السنوي لـ PM2.5 تركيزا يبلغ 5 ميكروغرام لكل متر مكعب من الهواء.
كما توضح الرسوم البيانية كيف أدت السياسات الأكثر صرامة والتحسينات التكنولوجية، إلى تحسينات في بعض الدول الآسيوية مثل الصين، حيث انخفض التلوث بشكل حاد من ذروته في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ومع ذلك، تكشف البيانات أيضا عن التفاوتات الكبيرة في جودة الهواء في المدن حول العالم.
و شهدت مدن في آسيا الوسطى وأجزاء من إفريقيا، تدهورا سريعا في جودة الهواء بسبب النمو السكاني والتحضر والتصنيع.
كما تعاني المدن الكبرى مثل دلهي ونيروبي، من نقص اللوائح الصارمة، ما سمح للتلوث بالوصول إلى مستويات خطيرة.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تجاوزت مستويات تلوث الهواء في دلهي 100 ميكروجرام لكل متر مكعب، أي أعلى بعشرين مرة من توصيات منظمة الصحة العالمية.
ويقول الدكتور جيم ماكوايد، الباحث في جامعة ليدز والذي عمل في المشروع: “تلوث الهواء هو أحد عوامل الخطر الرئيسية للوفاة في العالم، ويُعتقد أنه يساهم في وفاة واحدة من كل 10 حالات وفاة على مستوى العالم. تظهر الرسوم أنه لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به للحد من تعرض الناس لجودة الهواء الرديئة.