تم اليوم إجلاء 85 مريضًا ومصابًا بجروحٍ خطيرةٍ من غزة إلى أبو ظبي، في الإمارات العربية المتحدة، لتلقي الرعاية المتخصصة. وتحقق هذا الإجلاءُ شديد التعقيد بدعمٍ وشراكة بين منظمة الصحة العالمية وحكومة الإمارات العربية المتحدة وشركاء آخرين، وهذا أكبر إجلاء طبي إلى خارج غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وقالت الدكتورةُ حنان حسن بلخي، المديرةُ الإقليميةُ لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: «إني ممتنة للغاية لدولة الإمارات العربية المتحدة لإجلائها مرضى ومصابين بجروحِ خطيرة من غزة وتقديم الرعاية الطبية المُنقذِة للحياة لهم. وهذه المبادرة دليلٌ واضحٌ على ما نحتاج إليه بشكلٍ عاجلٍ من تضامن بينيٍّ على مستوى الإقليم؛ فدعم شعوب الإقليم يجب أن يبدأ من داخل الإقليم نفسه. ولا يزال الآلاف داخل غزة معرضين للخطر ما لم يحصلوا على الرعاية الطبية المتخصصة. وإنني أحث الدول الأعضاء القادرة على استقبال ورعاية المزيد من المرضى على الإسراع بذلك».
وهذه المجموعة ضمت 35 طفلاً و50 بالغًا تم نقلهم – بدعم من المنظمة – من غزة عبر معبر كرم أبو سالم إلى مطار رامون في إسرائيل. وضمن هذه المجموعة ثلاثة وخمسون مريضًا مصابون بالسرطان، بينهم أربعة أطفال، وعشرون مريضًا مصابون بإصابات شديدة، وثلاثة مصابون بأمراض الدم، مثل الثلاسيميا، وثلاثة مصابون بحالات مرضية ولادية، واثنان مصابان بفقرِ الدمِ الفانكوني، ومريض بحالة مرضية عصبية، وآخر مصاب بمرض في القلب، وواحد مصاب بمرض في الكبد، وواحد مصاب بالفشل الكُلوي. وبالإضافة إلى ذلك، رافقَ المرضى ثلاثة وستون من أفراد أسرهم ومقدمي الرعاية.
وقال الدكتورُ تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المديرُ العام لمنظمة الصحة العالمية: “نحن ممتنون لدولة الإمارات العربية المتحدة لدعمها إجلاء هؤلاء المرضى لتلقي الرعاية العاجلة التي يحتاجون إليها. ونأمل أن يمهد ذلك السبيل إلى إنشاء ممرات إجلاء عبر جميع الطرق الممكنة، وخاصة معبرَي كرم أبو سالم ورفح إلى الأردن ومصر، ومن هناك إلى بلدان أخرى. وندعو أيضًا إلى استئناف عمليات الإجلاء إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية. وأذكّر بأن آلاف المرضى يعانون دون داعٍ. ودائمًا وأبدًا، ندعو إلى وقف إطلاق النار”.
وكان من المقرر تنفيذ الإجلاء في 29 تموز/ يوليه ولكنه أُرجئ، الأمر الذي أضاف تحديات كبيرة إلى العملية من جهة، واستلزم إعادة توجيه الموارد الشحيحة بالأصل.
وتمكن فريقُ المنظمة من تنظيم وإدارة نقل المرضى من عدة أماكن في غزة إلى معبر كرم أبو سالم رغم الظروف البالغة الصعوبة؛ مثل تضرر الطرق وانعدام الأمن وكثرة المخاطر التي تهدد سلامة الفريق والمرضى.
وقبل الإجلاء، نقلت المنظمةُ وشركاؤها تسعة مرضى في 27 تموز/ يوليو من شمالِ غزة إلى المستشفى الميداني لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في دير البلح لتحقيق الاستقرار الطبي للمرضى ومن ثم المضي قدمًا في نقل الحالات. وتم نقل مرضى آخرين من خمسة مواقع في دير البلح وخان يونس. وفي أعقاب تأجيل تنفيذ الإرجاء، وبالتنسيق مع المنظمة، تمت إعادة إيواء بعض المرضى المصابين بإصابات حرجة في المستشفى الميداني لمنظمة أطباء بلا حدود في دير البلح حيث تلقوا الرعاية هناك، وذلك بعد أن كانوا قد نقلوا بالفعلِ إلى نقطة المغادرة النهائية في الجنوب. ودبرت المنظمةُ والهيئةُ الطبية الدولية الإمدادات الطبية والكهرباء والمياه المأمونة ومرافق الصرف الصحي في المستشفى الذي لا يزال قيد الإنشاء والإعداد.
وفي أثناء عمليةِ الإجلاء، خَضَعَ المرضى لعمليات نقل متتابعة في كرم أبو سالم، حيث استقلوا حافلات وفرتها ونظمتها المنظمةُ ليتوجهوا من هناك إلى المطار بعد عمليات التفتيش الأمنية. ووفرت المنظمةُ أيضًا الكراسي المتحركة لضمان تمكين المرضى من تبديل الحافلات بأمان عند المعابر، وتولت توفير الغذاء والماء والمهنيين الطبيين خلال الرحلة بأكملها، في غزة وطوال الطريق إلى المطار، ودعمت توثيق بيانات المرضى.
ودعمت جهات أخرى عملية الإجلاء، مثل الفرق الطبية الإسعافية من منظمة كادوس، والهيئة الطبية الدولية، ومنظمة أطباء بلا حدود في بلجيكا، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تم إجلاء نحو 5000 شخص خارج غزة لتلقي العلاج، وحصل أكثر من 80٪ منهم على الرعاية في مصر وقطر والإمارات العربية المتحدة. ولا يزال أكثر من 10000 شخص آخر في غزة يحتاجون إلى الإجلاء الطبي. وتأتي عمليةُ الإجلاء اليوم في أعقاب عمليات إجلاء سابقة إلى إسبانيا وبلجيكا من القاهرة، بتنسيق من منظمة الصحة العالمية. وقد تم إجلاء عشرين مريضًا إلى هذه البلدان في الأيام القليلة الماضية.
وتواصل المنظمةُ دعوة المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لضمان تنفيذ عمليات إجلاء طبي مأمونة ومستدامة ومنظّمة في الوقت المناسب