الأثنين. سبتمبر 16th, 2024

تستضيف باريس مرة أخرى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في الفترة من 26 يوليوإلى 11 اغسطس .

تعد هذه المرة الثالثة التي تستضيف فيها باريس هذا الحدث، فقد كانت المرة الأولى في عام 1900، والثانية في عام 1924. وفي دورة الألعاب الأولمبية لعام 1900، سُمح للنساء لأول مرة بالمشاركة، حيث سلطت فرنسا الضوء على شعار “الحرية والمساواة والأخوة”.

تعد دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة الفرنسية هذا العام، أول نسخة من هذه الألعاب تتسم بالتوازن بين الجنسين، بما يضمن التمثيل المتساوي للرياضيين الذكور والإناث

في 14 يوليو، وطأت مسيرة الشعلة الأولمبية أراضي العاصمة، تزامنًا مع العرض العسكري التقليدي الذي يقام كل عام في اليوم الوطني، والمعروف باسم يوم الباستيل، ثم بدأت جولتها حول المدينة من شارع الشانزليزيه.

وحظي نجم كرة القدم السابق الحائز على كأس العالم تييري هنري على شرف حملها في أشهر جادة في باريس، حيث ستتجه الشعلة بعد ذلك إلى المعالم البارزة، بما في ذلك البرلمان وكاتدرائية نوتردام.

جرت وقائع مراسم إضاءة الشعلة الأولمبية في 16 أبريل في موقع أولمبيا القديم باليونان، ووصلت إلى فرنسا في 8 مايو في مدينة مرسيليا . ومن هناك، اتخذت مسارها على مدار 68 يومًا عبر الأراضي الفرنسية، لمشاهدة أفضل ما في فرنسا.

في عام 2023، شبهت عمدة باريس آن هيدالجو مسيرة الشعلة برواية القصص الوطنية، حيث يجمع الناس معًا. وقالت في بيان: “تبرز هذه القصة المناظر الطبيعية وجمال المواقع وثقافتنا المتنوعة”.

ولا يخفى أن مسيرة الشعلة الأولمبية قد سمحت بالغوص في تاريخ فرنسا، إذ زارت الشعلة مدينة لاسكو في جنوب غرب فرنسا حيث تغطي اللوحات الجدارية جدران الكهوف ويعود تاريخها إلى الفترة بين 17000 إلى 15000.

ولفتت المسيرة الأنظار إلى بعض الشخصيات البارزة التي ألهمت الثقافة الفرنسية وأسهمت فيها، مثل جان دارك، بطلة حرب المائة عام، في أورليان؛ وروبرت شومان، أحد مؤسسي الجماعات الأوروبية ومجلس أوروبا، في سيشازيل، شرق فرنسا؛ وشارل ديجول، زعيم فرنسا الحرة خلال الحرب العالمية الثانية والرئيس الفرنسي في الفترة بين عامي 1959 و1969.

وستستضيف الأماكن الشهيرة مثل المركز الثقافي هالي دو لا فيليت، وأوبرا جارنييه في باريس وقصر فرساي، الفنانين المشهورين والمواهب الشابة من مصممي الرقصات مراد مرزوقي ورافاييل بوتيل إلى منتج الأفلام بارتابا.

في ألعاب هذا العام، أدخل المنظمون لأول مرة أسلوب رقصا إبداعيًا نشأ في الولايات المتحدة في السبعينيات، ويسمى رقص البريك دانس، الذي اتخذ أول أشكاله في الحفلات الحية في حي برونكس في نيويورك، ويتميز بالحركات البهلوانية وحركات القدم المنمقة.

قرّر المنظمون هذا العام فتح نهر السين الذي يبلغ طوله 780 كيلومترًا أمام مسابقات السباحة، حيث سيستضيف على غير العادة العديد من فعاليات السباحة في المياه المفتوحة خلال الألعاب الأولمبية، بما في ذلك منافسات الترياثلون والماراثون، بعد أن كانت السباحة غير قانونية لأكثر من قرن من الزمان.

بهذا يقام حفل الافتتاح لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية على طول نهر السين، لا داخل الملعب كما جرت العادة.

وفي إطار مواصلة إبراز ثقافة البلاد، عرض المنظمون مقطع فيديو افتتاحيًا يشيد بكتاب الكاتب الفرنسي جاستون لورو، شبح الأوبرا، The Phantom of the Opera.

وفي الفيديو، يوجه شخص يرتدي غطاء للرأس الشعلة على متن قارب عبر النهر، في مشهد يعكس مشهدًا من الرواية الشهيرة.

ولإبراز رمز المدينة الأيقوني، برج إيفل، تم تصميم ميداليات الحدث بشكل فريد لتتضمن قطعة من حديد البرج، ما يبرز الإبداع الفرنسي. 

بالإضافة إلى ذلك، تم تركيب الحلقات الأولمبية الخمس على برج إيفل.

ستقام جميع الأحداث الرياضية في ثلاث مناطق رئيسية، هي منطقة باريس، ومنطقة إيل دو فرانس، وبقية فرنسا.

تقدر نصف التذاكر المعروضة للبيع لعامة الناس للألعاب الأولمبية بـ 54 دولار (50 يورو) أو أقل، حيث يمكن للجمهور حضور جميع الرياضات الأولمبية بتكلفة تبدأ من 26 دولار (24 يورو).

بالنسبة للألعاب البارالمبية، فإن ما يقرب من نصف التذاكر المعروضة للبيع لعامة الناس ستكلف 27 دولار (25 يورو) أو أقل. يمكن للمشاهدين حضور جميع الألعاب الرياضية بسعر يبدأ من 16 دولار (15 يورو).