تقع قرية رأس الحكمة في محافظة مرسى مطروح، بواجهة بحرية طولها نحو 55 ألف فدان على الساحل الشمالي، وتمتد شواطئ المنطقة على خليج يبعد 138 كيلومترًا شرق مدينة العلمين الجديدة، و85 كيلومترًا غرب مرسى مطروح، وتتمتع بشواطئ من الرمال الصفراء والمياه الفيروزية التي تشتهر بها المنطقة.
كان الملك فاروق، قد أنشأ استراحة بالقرب من قرية رأس الحكمة عام 1948، لتكون منتجعًا للأسرة المالكة والمسؤولين الكبار، بالقرب من منطقة الضبعة في الكيلو 170 بطريق الساحل الشمالى الغربي حتى الكيلو 220 بمدينة مطروح.
لكن الاهتمام بالمنطقة في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان محدودًا خصوصًا بعد عام 2000 عندما تعرض أحد أفراد أسرته لإصابة خلال وجودهم في الاستراحة الرئاسية تطلبت نقله إلى المستشفى. واتضح أن المستشفى الوحيد في القرية لا يعمل، ما دفع الدولة لتحديث البنية التحتية والخدمية هناك، في ظل ظهور مشروعات استثمارية، وتطوير قرى سياحية على الساحل الشمالي.
تضم المنطقة مقابر جنود الكومنولث والإيطاليين والألمان خلال الحرب العالمية الثانية التي شهدت معارك العلمين بين الجنرال الألماني الشهير إرفين روميل والجنرال البريطاني برنارد مونتجومري.
وتشير الأنباء المتداولة عن تخطيط المدينة الجديدة لتنقسم مساحتها البالغة 55 ألف فدان إلى 11 منطقة تتضمن المشروعات العمرانية، والمنتجعات السياحية الراقية والخدمات الترفيهية، ومنطقة الهضبة الشهيرة في تلك المنطقة التي ترتفع 70 مترًا تقريبًا عن سطح البحر.
كما تشمل الخطط المتداولة، تطوير قرية رأس الحكمة لتستوعب 300 ألف نسمة تقريبًا، مع سعة إضافية لاستقبال أكثر من 3 ملايين سائح سنويًا.
ووافق مجلس الوزراء المصري في أبريل 2023 على مشروع قرار رئيس الجمهورية لإعادة تخصيص أرض المشروع التي أكد أنها ملكية خاصة للدولة، لتنفيذ عدد من المشروعات الخدمية والتنموية، وتشمل مساحة 40.7 ألف فدان لإنشاء مجتمع عمراني جديد باسم “مدينة رأس الحكمة الجديدة”، ومساحة نحو 15 ألف فدان لصالح محافظة مطروح لاستخدامها في إقامة مشروعات تنموية.
كما خصص 2421.85 فدان لصالح وزارة النقل نقلاً من أراضي هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، لاستخدامها كجزء من مسار القطار الكهربائي السريع وحرمه في منطقة مدينة رأس الحكمة الجديدة، ومساحة 111.88 فدان لاستخدامها في إقامة محطة رأس الحكمة للقطار الكهربائي السريع، ومساحة 25.47 فدان لاستخدامها في إقامة محطة رأس الحكمة للقطار الديزل.
وساعد على إنعاش المشروع إنشاء طريق فوكة الجديد، أحد المشروعات الضخمة التي شارك في إنشائه القوات المسلحة ليربط بين القاهرة والساحل الشمالي، لتبلغ المسافة من القاهرة إلى العلمين من خلال الطريق الجديد نحو 140 كيلومترًا، بعد أن كان الطريق السابق يبلغ 240 كيلومترًا من القاهرة إلى مدخل طريق العلمين من خلال طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي، ثم من طريق العلمين وحتى الساحل الشمالي والعلمين.
كما لعب إنشاء مدينة العلمين الجديدة ، وما يتبعها من أنشطة صناعية وتجارية وسكنية، دورًا في تزايد أهمية منطقة رأس الحكمة، لتطوير نشاط سياحي ساحلي كظهير للمدينة الجديدة.