في إطار مشروع “القضاء على عمالة الأطفال في مصر” واستكمالا لمبادرة “البراءة بين الغبار” وتماشياً مع أهداف التنمية المستدامة والخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال، عقدت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، اليوم التدريبي الأول في محافظة المنيا بهدف رفع قدرات عدد من المسئولين التنفيذيين في محافظة المنيا بمختلف مراكزها، على “التمييز بين الأشكال المقبولة وغير المقبولة لعمالة الأطفال”، وذلك بحضور عدد من المدربين المتخصصين في مجال مكافحة عمل الأطفال.
وخلال اليوم التدريبي، تناول عبد اللطيف جودة؛ منسق مبادرة “البراءة بين الغبار”، التعريف بعمالة الأطفال، وأشكال عمالة الأطفال في مصر، وخاصة عمالة الأطفال في محاجر محافظة المنيا، كما ناقش “جودة” التأثيرات الاجتماعية الناتجة عن عمالة الأطفال و تناول أخطارها على الصحة الجسدية، والجانب النفسي، والتعليمي، وحرمان الأطفال من فرص تنمية قدراتهم.
فيما ناقشت دكتورة داليا عبد الوهاب؛ الخبيرة في القانون الدولي والمواثيق الدولية، أهم الجهود المُمثلة في المواثيق الدولية الموقعة من أجل تنظيم عمالة الأطفال في المجالات التي تتناسب مع طبيعتهم وتضمن عدم انتهاك حقوقهم.
كما ألقت “عبدالوهاب” الضوء على القوانين المصرية المُنظمة لعمالة الأطفال، مع إيضاح القيم التي تزرع الفجوات في إمكانية التطبيق، وأوضحت جهود التشريعات المصرية المبذولة لضمان توافر كامل الحقوق للأطفال العاملين، ولضمان الحفاظ على صحتهم البدنية والنفسية والعقلية.
بينما تناول أحمد شبيب المحامي، التمييز بين الأشكال المقبولة وغير المقبولة لعمالة الأطفال، موضحا أن معدل عمل الأطفال في المناطق الريفية يزيد عن المناطق الحضرية وأن 82.2% من الأطفال يتعرضون لظروف سيئة وغير آمنة في عملهم، كما تصل نسبة الأطفال العاملين لأكثر من 6 ساعات يوميا. كما ناقش “شبيب” التحديات التي تمثل عائقا للحد من ظاهرة عمالة الأطفال، كالبعد الاقتصادي، والاجتماعي، والتحدي المتعلق بصاحب العمل الذي يقدم على تشغيل الأطفال بسبب تدني أجورهم.
وخرج اليوم التدريبي بمجموعة من التوصيات منها ضرورة توسيع مظلة الحماية الاجتماعية التي تضمن عدم لجوء الأسرة محدودة الدخل لعمل الأطفال وضمان عدم تسربهم من العملية التعليمية، والاهتمام بتأهيل موارد بشرية متخصصة في مجال حماية الأطفال بوجه عام وعمالة الأطفال بوجه خاص، فضلا عن توفير المراكز التعليمية المهنية البديلة للأطفال العاملين الذين تسربوا من العملية التعليمية، وأهمية أن تشمل المواثيق الدولية المُنظمة لعمالة الأطفال الزامات الدول بتنفيذ برامج توعية للأسر حول الأعمال المقبولة والمحظورة على الطفل مع التوعية بالحدود الأدنى لسن عمل الأطفال والمخاطر التي يمكن تواجهه إذا تجاوزها.
من الجدير بالذكر أنه مؤسسة ماعت تنفذ مبادرة “البراءة بين الغبار” في إطار مشروع “القضاء على عمالة الأطفال في مصر”، وذلك في إطار الاتفاقية المشتركة مع ADMC الممول من قبل الوكالة الهولندية للمشروعات RVO ، حيث يهدف التعاون إلى تنفيذ أنشطة متنوعة ما بين حملات وفعاليات تهدف إلى تحقيق الغاية السابعة من الهدف الثامن للتنمية المستدامة وهو القضاء على كافة أشكال عمالة الأطفال بحلول 2025، كما تأتي المبادرة تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة والخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال.